برد المال المسروق إلى مالكه (فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ) لأن من تاب من الذنب كمن لا ذنب له.
٤٠ ـ (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ ...) إنه تعالى يعذب أو يعفو لحكمة بالغة ، قد نفطن إليها ، وقد ينبو عنها إدراكنا وعلينا قبل أن نفلسف حكمته تعالى أن لا ننسى أن نسبة الحكمة عندنا إلى نسبة الحكمة عنده تعالى تماما كنسبة إدراكنا إلى علمه ، جلت كلمته.
٤١ ـ (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) السبب الموجب لحزن الرسول (ص) هو عصيان الخلق للحق ، ومن هؤلاء العصاة الذين أشار إليهم سبحانه بقوله : (مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) وهم المنافقون الذين يظهرون الود ويضمرون الحقد. وايضا (وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا) اليهود. (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) يرحبون بكل افتراء ، ويذيعونه مؤيدين ومروجين بكل وسيلة (سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ) يا محمد ، كان أحبار اليهود يبتعدون عن النبي (ص) ولكن يجتمعون سرا مع المنافقين ، ويستمعون إليهم ، ويلقنونهم دروسا في الكيد والنفاق (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ) تقدم في البقرة ٧٥ والنساء ٤٦ (يَقُولُونَ) يقول أحبار اليهود لأذنابهم (إِنْ أُوتِيتُمْ هذا) إن أفتاكم محمد بالمحرف المزيف (فَخُذُوهُ) واعملوا به (وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ) وإن أفتاكم بالحق والصدق (فَاحْذَرُوهُ) وارفضوه (وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ) أي عذابه لأنه من معاني الفتنة كما في القواميس (فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً) لا راد لما أراد (أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) لأنهم لا يريدون التطهير ، (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) ـ ١١ الرعد».
٤٢ ـ (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) ومرة تلو المرة اليهود يكرهون الصدق ، ويتعمدون الكذب على الله والناس والشياطين وعلى أنفسهم (أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) المال الحرام بشتى أنواعه. (فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ) إذا ترافع لدى الحاكم المسلم خصمان من غير المسلمين فهو مخير
____________________________________
الإعراب : (مِنَ الَّذِينَ قالُوا) متعلق بمحذوف حال من واو يسارعون. (سَمَّاعُونَ) مبتدأ خبره من الذين هادوا ، واللام في (لِلْكَذِبِ) زائدة ، والكذب مفعول (سَمَّاعُونَ). وسماعون الثانية تأكيد للأولى ، أو خبر لمبتدأ محذوف ، أي هم سماعون. واللام في (لِقَوْمٍ) ليست زائدة ، بل متعلقة بسماعون الثانية ، مثل استمعت له. وشيئا مفعول مطلق ، أي فلن تملك له من الله أي نوع من الملك