بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) عظمة الإسلام وحكمة الصلاة.
٥٩ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) أنتم تدعون الإيمان بالله ، ونحن نؤمن به من الأعماق ، وأيضا تدعون الإيمان بتوراة موسى وإنجيل عيسى ، ونحن نشهد بصدقهما شهادة إيمان وإيقان ، وإذن فذنبنا عندكم هو ذنب المنصف عند المنحرف والأتقى عند الأشقى.
٦٠ ـ (قُلْ) يا محمد (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ) أيها الساخرون من المسلمين الزاعمون بأنكم أهل كتاب ودين (بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ) أي بشر أهل الأديان جميعا (مَثُوبَةً) جزاء (عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) وهذان الوصفان لليهود والملحدين والمشركين وكل من سعى في الأرض بالفساد (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ) خاص باليهود بنص الآية ٦٥ من البقرة (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) وهو كل معبود من دون الله مالا كان أو منصبا أو امرأة أو أي شيء من زخرف الحياة الدنيا وزينتها ، والراكعون الساجدون لهذا المعبود يعدون بالملايين من أهل الكتاب والمسلمين وأهل الإلحاد والمشركين (أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً) منزلة عند الله ، وبالخصوص عبدة الطاغوت ، وبصورة أخص اليهود لأن فيهم هذه الأوصاف مجتمعة وزيادة حيث لا هدف لهم إلا إبادة الإنسانية جمعاء إلا الصهيونية.
٦١ ـ (وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا) كذبا ومينا (وَقَدْ دَخَلُوا) عليكم (بِالْكُفْرِ) كافرين (وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ) أي بالكفر ، فإنه الصفة الراسية الراسخة في نفوسهم لا تحول ولا تزول.
٦٢ ـ (وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) يتنافسون على السلب والنهب وتدمير البشرية (وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ) المال الحرام ، فهو وحده عندهم مقياس الفضل والفضيلة.
٦٤ ـ (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) هذا المنطق ينقض نفسه بنفسه لأن الاعتراف بالله معناه الاعتراف بقوة مطلقة ، يفتقر إليها كل شيء ، ولا تفتقر هي إلى شيء ، فكيف انعكست الآية؟ ونعوذ بالله من أن نفتقر إلى سواه (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا) ليس هذا دعاء على اليهود ، بل إخبارا من الله سبحانه بأنهم في آخر الزمان سيكونون أذلاء ملعونين مخذولين بشهادة التوراة ، فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح ٢٨ فقرة ١٥ وما بعدها أن الرب خاطب الشعب اليهودي بقوله : «إن لم تسمع لصوت الرب إلهك ... يرسل عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمد إليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعا من أجل سوء أفعالك» وفي الفقرة ٦٣ من هذا لا إصحاح : «يسلط الرب عليك ـ أيها الشعب اليهودي ـ حتى تهلك ... لأنك لم تسمع لصوت الرب إلهك».