وهو صيد البر دون البحر (تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ) كناية عن الصيد بلا مشقة (لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ) أي لتظهر أفعالنا للعيان التي نستحق عليها الثواب والعقاب ، وقوله بالغيب إشارة إلى أن المؤمن حقا هو الذي يترك الحرام في السر والعلانية.
٩٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) محرمين (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً) ولا شيء على الناسي والمخطئ (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) أي على الصائد فدية من الحيوان الأهلي تشبه الحيوان البري الذي اصطاده (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) ينظران إلى أشبه الحيوانات بالصيد ويحكمان به (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) تذبح الفدية في الحرم (أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ) أي أن الصائد مخير بين أن يذبح مثل الصيد وبين أن يقوّم مثله بدراهم يشتري بها طعاما للمساكين (أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً) يصوم عن إطعام كل مسكين يوما واحدا ، وتجدر الإشارة إلى أن الصيد كان في صدر الإسلام من مقومات الحياة والمعاش ومستعملا عند العرب بكثرة ، فاقتضى البيان المفصل ، أما الآن فالناس في غنى عن صيد البر إلا للهو ، والحاج يذهب إلى الحرم الشريف عابدا لا لاهيا.
٩٦ ـ (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ) حتى ولو كنتم محرمين (وَطَعامُهُ) أي يحل صيده وأكله (مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) إداما للحاضرين والمسافرين (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً) حرم سبحانه أولا أصل الصيد حال الإحرام في قوله (لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ) وفي هذه الآية حرم الأكل منه تماما كالميتة ...
٩٧ ـ ٩٩ ـ (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ) محلا تعبد الناس فيه رب العالمين (وَالشَّهْرَ الْحَرامَ) جنس يشمل الأشهر الأربعة ، وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم (وَالْهَدْيَ) ما يهدى إلى الكعبة من الأنعام (وَالْقَلائِدَ) الهدى الذي وضعت في عنقه علامة تدل على أنه للكعبة (ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ ...) بيّن سبحانه حلاله وحرامه
____________________________________
الإعراب : (لِيَعْلَمَ) منصوب بأن مضمرة بعد اللام ، والمصدر المنسبك مجرور بها ومتعلق بيبلوكم. و (بِالْغَيْبِ) في موضع الحال من فاعل يخافه ، أي يخاف الله حال غيابه عن الناس. (وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) الجملة حال من واو (لا تَقْتُلُوا). و (فَجَزاءٌ) مبتدأ ، وخبره محذوف ، أي فعليه جزاء. و (مِثْلُ) صفة لجزاء. و (هَدْياً) حال من الضمير في (بِهِ). (بالِغَ) صفة لهدي. (أَوْ كَفَّارَةٌ) عطف على جزاء. و (طَعامُ) بدل من (كَفَّارَةٌ). و (صِياماً) تمييز من (عَدْلُ ذلِكَ). المصدر المنسبك من أن يذوق مجرور باللام ، ومتعلق بصيام. و (مَتاعاً) مفعول لأجله ل (أُحِلَّ لَكُمْ).