(قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى) وحدد سبحانه هداه في كتابه بالصراط المستقيم أو بالاستقامة قلبا ولسانا وعملا (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) ونعتصم به وحده.
٧٢ ـ (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ) حيث لا إسلام إلا بها فإنها رمز التوحيد والتسليم لأمر الله (وَاتَّقُوهُ) أي اتقوا معصية الله.
٧٣ ـ (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) أي بما فيها من نظام ونواميس لا يستقيم الكون إلا بها (وَيَوْمَ) أي حين (يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ) وفاعل هذين الفعلين ضمير مستتر ، والتقدير يقول للشيء كن فيكون (قَوْلُهُ الْحَقُ) مبتدأ وخبر (وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) كناية عن بعث من في القبور (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) والمراد بالغيب هنا ما غاب عن المخلوق ، لأن الخالق لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء كما في الآية ٦١ من يونس وغيرها.
٧٤ ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ) قال الشيعة الإمامية : هذا اسم عمه أو جده لأمه ، وأطلق على الأب مجازا ، ويعزز هذا القول ما جاء في التوراة سفر يشوع الاصحاح ٢٣ فقرة ٢ أن اسم أبي ابراهيم تارح (أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً) وفي مذهب الشيعة : لا مشرك إطلاقا في آباء محمد (ص) وأجداده ، وكل أمهاته وجداته مطهرات من الفحشاء (إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) بعبادة الأصنام.
٧٥ ـ (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) أيقن ابراهيم (ع) بوحي من عقله الكبير وفطرته النقيبة بأن قومه على ضلال في الكثير من عاداتهم بخاصة عبادتهم الأصنام ، فثار ثورة عاقلة واعية عليهم وعلى ما يعبدون ، بل يسوغ أن نسمي ثورته هذه بالكونية لأنه انطلق من عجائب الكون وآياته إلى توحيد الخالق وعظمته.
٧٦ ـ (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) أي ستره (رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي) كان قومه يعبدون الكواكب فيما يعبدون ، فقال محاكاة لزعمهم : هذا ربي ، فاطمأنوا إليه. (فَلَمَّا أَفَلَ) غاب الكوكب تحت الأفق ، أيقظ عقولهم ، ولفت نظرهم إلى أن الآلهة لا تتقلب من حال الى حال و (قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) وعبادتهم. لأن الخالق لا يحول ولا يزول ولا يجوز عليه الأفول.
٧٧ ـ (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ) مستدرجا قومه : (هذا رَبِّي) لأنه أسطع نورا من الأول وأكبر حجما (فَلَمَّا أَفَلَ) القمر وغاب ، إذن ما زالت المشكلة قائمة (قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) ما زال إبراهيم (ع) يستدرج قومه ، ويسير معهم ، لأنه على العلم اليقين بأنه الهادي المهدي.
٧٨ ـ (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ) ولا رجعة بعد هذه الطلقة الثالثة ولذا