٣٣ ـ (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) تقدم في الآية ١٥١ من الانعام (وَالْإِثْمَ) وهو كل ما يعصي الله به من القول أو الفعل (وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ) الظلم ، وفي نهج البلاغة : بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
٣٤ ـ (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ...) تهديد ووعيد للسفاحين والمجرمين بأن لهم يوما يحاصرون فيه من كل الجهات ، ويؤخذون بما كانوا يجرمون.
٣٥ ـ ٣٦ ـ (يا بَنِي آدَمَ إِمَّا) مركبة من كلمتين : إن الشرطية وما زائدة مؤكدة ، ولدخولها على إن دخلت النون الثقيلة على (يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي) مبشرين ومنذرين.
(فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) البريء لا يخاف العدالة ، والذي يخافها ويمتلئ منها رعبا وهيبة هو المريب.
٣٧ ـ (فَمَنْ أَظْلَمُ ...) تقدم في الآية ٢١ من الانعام (أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ) والمراد هنا المكتوب ، والمعنى أن أعمال المجرمين كلها مكتوبة ، وأيضا تصلهم أرزاقهم المقدرة بالكامل (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا) وهم ملائكة الموت (يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي أن الآلهة التي كنتم تعبدونها؟ (قالُوا ضَلُّوا عَنَّا) لا نحن نعرف أين هم؟ ولا هم يأتون لخلاصنا من العذاب (وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ) الاعتراف بالذنب يجدي من غير شك إذا كان عن نية خالصة وتوبة صادقة ، أما التوبة عند الاحتضار وتنفيذ العقوبة فإنها تماما كمن ينشد النجاة بعد أن شرب السم القاتل
____________________________________
الإعراب : (ما ظَهَرَ) و (ما بَطَنَ) بدل من الفواحش. و (ما) خبر ، أي أين الآلهة التي كنتم تعبدون. وكلما منصوبة على الظرفية ، واكتسبت هذه الظرفية من (ما) التي هي بمعنى وقت. وجميعا حال من واو اداركوا. وضعفا صفة لعذاب بمعنى مضاعف ، ومن النار متعلق بمحذوف صفة ثانية. (وَلِكُلِ) متعلق بمحذوف خبرا لمبتدأ محذوف ، (وَضِعْفَ) صفة للمبتدإ المحذوف ، والتقدير لكل من الأخرى والأولى عذاب ضعف.