من أحبه؟
٧ ـ ٨ ـ (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ) : العير أو النفير (أَنَّها لَكُمْ) المصدر المنسبك بدل من إحدى الطائفتين (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ) أي غير ذات القوة وهي العير (تَكُونُ لَكُمْ) من غير قتال (وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) أن ينصر الإسلام والمسلمين على الشرك والمشركين بآياته المنزلة في محاربتهم (وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) قتلا واسرا.
٩ ـ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ) إشارة إلى دعاء النبي (ص) يوم بدر : «اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض» (فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) أي يتبع بعضهم بعضا ، وتقدم في الآية ١٢٤ من آل عمران.
١٠ ـ (وَما جَعَلَهُ اللهُ) أي جعل سبحانه وعده بمحاربة الملائكة معكم (إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) وأنتم تقاتلون العدو في جلد وصبر ، لا لتتكلوا على الملائكة (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ) أبدا ما من شيء يحدث إلا ولله فيه تدبير حتى ولو توافرت جميع أسبابه الطبيعية ، لأنه الأصل الأول لكل شيء.
١١ ـ (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ) كان المشركون حوالي ألف مقاتل ، والمسلمون دون الثلث من هذا العدد ، فخاف هؤلاء من كثرة أولئك ، فعالج سبحانه خوفهم بالنوم ، وما استيقظوا منه إلا وأنفسهم تغمرها السكينة ، والطب الحديث يعالج بعض الأمراض بالنوم ، وبخاصة حالة القلق والانهيار العصبي (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) سبق المشركون المسلمين إلى الماء في بدر ، فوسوس لهم الشيطان بأنهم سيموتون عطشا لا محالة ، فأنزل سبحانه المطر حتى جرى الوادي ، فشربوا وتوضأوا واغتسلوا وزالت وسوسة الشيطان (وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ) بالاطمئنان وعدم الخوف (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) في ميدان القتال.
١٢ ـ (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ ...) أمر سبحانه الملائكة أن يشجعوا المسلمين على الثبات في جهاد المشركين ، وفعل الملائكة ذلك بطريق أو بآخر ، وثبت المسلمون وانتصروا ، هذا الذي دل عليه ظاهر القرآن ، أما الحديث عن نوع التشجيع والتثبيت من الملائكة فهو رجم بالغيب (فَاضْرِبُوا) أيها المسلمون (فَوْقَ الْأَعْناقِ) اقطعوا رؤوس الطغاة (وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) تحمل سلاح العدوان.
١٣ ـ (ذلِكَ) إشارة إلى السبب الموجب لقتال المشركين الطغاة وقتلهم وهو (بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ) خالفوهما بالتمرد والعدوان على النبي (ص) والصحابة ، وأخرجوهم من ديارهم ، ثم أعلنوا عليهم الحرب وهم في دار هجرتهم.
١٤ ـ (ذلِكُمْ) العقاب (فَذُوقُوهُ) أيها المجرمون جزاء بما كنتم تظلمون.
١٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا