زَحْفاً) إذا زحف الأعداء لقتالكم (فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) اثبتوا لهم ولا تفروا.
١٦ ـ (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ) أبدا لا عذر عند الله سبحانه لمن يترك مقامه في القتال إلا لواحد من اثنين : الأول أن يخدع العدو ، ويريه أنه منهزم منه حتى إذا تبعه انعطف عليه : الثاني أن ينحاز إلى جماعة من المقاتلين المسلمين لأنهم بحاجة إلى نصرته.
١٧ ـ (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ) بحولكم وقوتكم (وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ) بما أمدكم به من الملائكة وإزالة الرعب من قلوبكم وإلقائه في قلوب المشركين ، وفي الآية ١٤ من التوبة «يعذبهم الله بأيديكم» (وَما رَمَيْتَ) يا محمد (إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) أجل ، ولكنه اختار سبحانه لرميته كف محمد الذي فضله على جميع خلقه. وكان النبي (ص) قد أخذ يوم بدر قبضة من حصى وتراب ، ورمى بها وجوه الأعداء وقال : شاهت الوجوه ، فانهزموا (وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً) المراد بالبلاء هنا العطاء ، والمعنى أن الله سبحانه نصر المؤمنين يوم بدر تفضلا منه وكرما.
١٨ ـ (ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) الله سبحانه يبطل كيد المجرمين والمبطلين ، ما في ذلك ريب ، وأيضا لا شك ولا ريب أن الله سبحانه يجري الأمور على أسبابها ، والسبب الموجب لانتصار المحق على المبطل أن يعد له العدة وإلا أخذ الباطل مآخذه ، وساد الجور والفساد.
١٩ ـ (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ) الخطاب لمشركي مكة الذين حاربوا رسول الله (ص) في بدر ، ومعنى إن تستفتحوا إلى أن تطلبوا الفتح ، والمراد به النصر. ورب قائل : إن المشركين في وقعة بدر قد جاءهم الكسر والقتل والأسر : فكيف قال لهم سبحانه : قد جاءكم النصر؟ الجواب : إن المشركين كانوا قد دعوا الله أن ينصر أحب الطائفتين إليه ، فقال لهم ، تقدست كلماته : سمعت منكم الدعاء ، ونصرت أحب الطائفتين إلي ، ولكن أخطأتم في التطبيق (وَإِنْ تَنْتَهُوا) أيها المشركون عن حرب المسلمين (خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا) إلى حربهم (نَعُدْ) إلى نصرتهم (وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ) لا غنى لكم في كثرة الرجال ما دمتم على الشرك والضلال (وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) العاملين بطاعته المجاهدين في سبيله.
٢٠ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ) لا تعرضوا عن رسول الله (وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) كتاب الله.
٢١ ـ (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) وما أكثر الذين يؤمنون بالله نظريا ، ويتخذون الشيطان وليا.
٢٢ ـ (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ