١٤٧ ـ (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) كل ما أنزل إليك يا محمد هو حقّ لا ريب فيه (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) الشاكين في أن فريقا من أهل الكتاب يعلمون علم اليقين في أنّك على حقّ ، ولكن يكابرون الحقّ ويعاندونه.
١٤٨ ـ (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها) لكل من اليهود والنصارى والمسلمين قبلة يتجهون إليها (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) بادروا إلى العمل لحياة أفضل ، ودعوا غيركم وشأنه (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) يوم القيامة فيثبت المحقّ ويعاقب المبطل (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) تعليل لإمكان البعث بعد الموت.
١٤٩ ـ (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ) في أي بلد كنت (فَوَلِّ وَجْهَكَ) وأنت تصلي (شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) الثابت الذي لا يزول بنسخ (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) هذا التكرار لمجرد التوكيد.
١٥٠ ـ (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) قد يكون لهذا التكرار مبرر خاص اقتضاه المقام آنذاك ، أو قد يأتي في آخر الزمان من يدعو إلى قبلة غير المسجد الحرام. فقطع سبحانه عليه الطريق أو غير ذلك مما هو في علم الله (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) إذا أنتم تركتم قبلتكم (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) وهم المعاندون في كل حال ، ولا وزن لكلامهم (فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي) لا تأخذنّكم في الحقّ لومة لائم (وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ) بمعرفة الحق والتوفيق للعمل به (وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) وتتعاونون على ما فيه لله رضى ولكم خير وصلاح.
١٥١ ـ (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ) أنعم سبحانه على العرب بواحد منهم ، وهو محمد الذي جعلهم خلقا جديدا ومفيدا (يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا) التي تهدي إلى حياة أفضل (وَيُزَكِّيكُمْ) يطهّركم من الشرك ومساوئ الأخلاق (وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ) القرآن (وَالْحِكْمَةَ) وهي وضع الشيء في مكانه اللائق به (وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) يعلمكم الإسلام أشياء تجهلونها ، وفي ذات الوقت يحثّكم على طلب العلم ، فتكتشفون آفاقا جديدة مفيدة.
١٥٢ ـ (فَاذْكُرُونِي) بالطاعة (أَذْكُرْكُمْ) بالثواب (وَاشْكُرُوا لِي) ما أنعمت به عليكم (وَلا تَكْفُرُونِ) لا تجحدوا فضلي ونوالي.
____________________________________
الإعراب : (لِكُلٍ) متعلق بمحذوف خبر مقدم ، و (وِجْهَةٌ) مبتدأ مؤخر ، والمضاف اليه محذوف تقديره لكل فريق أو واحد ، و (هُوَ مُوَلِّيها) مبتدأ وخبر ، والخيرات منصوب بنزع الخافض تقديره الى الخيرات.