القاطعة إلى فرعون وجلاوزته (فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ) منهجه في البغي ومسلكه (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) بل ضلال وفساد ، ومكابرة وعناد.
٩٨ ـ ٩٩ ـ (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) يقودهم إلى جهنم وبئس الورد المورود.
١٠٠ ـ (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ) يا محمد (مِنْها قائِمٌ) وعامر حتى الآن (وَحَصِيدٌ) ومنها هالك في خبر كان.
١٠١ ـ ١٠٢ ـ (وَما ظَلَمْناهُمْ) فيما أصابهم (وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بما كانوا يكسبون (وَما زادُوهُمْ) أي الآلهة التي كانوا يدعون ويعبدون (غَيْرَ تَتْبِيبٍ) غير تخسير ، ومنه تبت يدا أبي لهب أي خسرت ١٠٣ ـ ١٠٤ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ) هذا العذاب الذي أنزله سبحانه بالعصاة في الدنيا كطوفان نوح وغرق فرعون ، وغير ذلك هو عظة ودليل على صدق العذاب الموعود في اليوم الآخر ، ولا يسوغ القول بأن ما حدث في هذا الميدان هو من فعل الطبيعة وقوانينها ، لأن الأنبياء كانوا ينذرون قومهم بالعذاب قبل وقوعه ويحددون وقته ونوعه ، ومن ذلك قول النبي صالح : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) ـ ٦٥ هود» وصدق الوعد ، ولا يمكن تفسير ذلك بالتنبؤ العلمي حيث لا مراصد وأدوات.
١٠٥ ـ (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) للإنسان في الحياة الدنيا أن يفعل ما يحب ، ويترك ما يكره ، ويدعي لنفسه ما يشاء ، ويشتم من أراد ، أما في الحياة الآخرة فلا
____________________________________
الإعراب : (فَأَوْرَدَهُمُ) ماض لفظا ، ومستقبل معنى أي فيوردهم ، وكل مستقبل محقق الوقوع يجوز التعبير عنه بصيغة الماضي. و (بِئْسَ) من أفعال الذم ، والورد فاعل ، والمورود مبتدأ ، وهو المخصوص بالذم. والجملة من الفعل والفاعل خبر مقدم. (ذلِكَ) مبتدأ ، و (مِنْ أَنْباءِ الْقُرى) خبر ، ويجوز ان تكون ذلك مفعول لفعل محذوف أي نقص ذلك. وقائم مبتدأ ومنها خبر مقدم. و (حَصِيدٌ) مبتدأ وخبره محذوف أي ومنها حصيد. وواو (زادُوهُمْ) للأصنام على التنزيل منزلة العقلاء ، او على غير الأعم الأغلب. و (غَيْرَ) مر إعرابها في الآية ٦٣ من هذه السورة (وَكَذلِكَ) الكاف بمعنى مثل خبر مقدم ، وأخذ ربك مبتدأ مؤخر. (ذلِكَ) يوم مبتدأ وخبر ، ومجموع صفة ليوم ، والناس نائب فاعل لمجموع. و (يَوْمَ يَأْتِ) يوم متعلق بلا تكلم نفس ، وحذفت الياء من يأتي للتخفيف ، وفيها ضمير مستتر يعود الى يوم مجموع ، ولا يجوز ان يعود الى يوم يأت لأنه مضاف الى الإتيان ، والمضاف اليه بمنزلة الجزء من الكلمة.