١٦٠ ـ (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) ندموا على جريمة الكتمان (وَأَصْلَحُوا) أخلصوا في مقاصدهم (وَبَيَّنُوا) صراحة ما كانوا قد كتموه وأخفوه من قبل (فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ) من تاب من الذنب كمن لا ذنب له (وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) أقبل التوبة من كل تائب وأرحمه وأثيبه.
١٦١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ) أبدا لا يعذّب الله أحدا إلّا من مات مصرّا على الكفر والمعصية (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ) بإيجاب الغضب والعذاب (وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) أحياء وأمواتا.
١٦٢ ـ (خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ) لأنهم هم الذين أساؤوا لأنفسهم بالإصرار على الكفر (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) لا يمهلون وإذا استغاثوا لا يغاثون.
١٦٣ ـ (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا يسمّى غيره إلها كائنا من كان ويكون بل ولا ربع إله (الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) وليّ كل نعمة ورحمة حتّى ولو كانت في العبد ، لأنه تعالى هو الأصل والمصدر.
١٦٤ ـ (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ ...)
إلى آخر الآية. وخلاصة المعنى أن النظام الدقيق المحكم بين الأجرام السماوية والعوالم الأرضية لا يفسّر تفسيرا مقنعا إلّا بوجود قادر حكيم لأن «الفكرة المضادة حماقات» كما قال ويقول كل ذي عقل سليم.
١٦٥ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً) أمثالا (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ) قال الإمام الباقر (ع) : المراد بالأنداد هنا «أئمة الظلم وأشياعهم يحبّونهم ، ويعظّمونهم وينقادون لهم» من دون الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) لأنهم لا يشركون أحدا في طاعته ، والثقة به ، والتوكّل عليه
____________________________________
الإعراب : (إِلهُكُمْ) مبتدأ خبره (إِلهٌ) ، و (واحِدٌ) صفة لإله ، و (لا إِلهَ) مبني على الفتح اسم لا النافية للجنس ، وخبرها محذوف تقديره لا إله موجود (إِلَّا هُوَ) ، والجملة خبر ثان ، وهو بدل من اسم لا ، ورفع تبعا للمحل ، وقيل هو بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف ، وهو موجود ، (الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) خبر ثالث لإلهكم ، أو لمبتدأ محذوف تقديره هو الرّحمن الرّحيم. دون ظرف مكان ، تقول : قعد فلان دون زيد ، أي في مكان منحط عن مكانه ، ويستعمل لفظ دون بمعنى رديء ، وبمعنى غير مجازا ، وهذا هو المراد من قوله تعالى من دون الله ، أي من غير الله. (كَحُبِّ اللهِ) الكاف بمعنى مثل صفة لمفعول مطلق محذوف ، تقديره يحبونهم حبا مثل حب الله ، وأشد خبر الذين آمنوا ، وحبا تمييز ، و (أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ) بفتح همزة أن ، والمصدر المنسبك منها ومما بعدها مفعول يرى ، وجميعا حال ، (وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ) عطف على ان القوة لله ، والتقدير لو يرى الذين ظلموا قوة الله ، وو شدة عذابه ، وجواب لو يرى محذوف دلّ عليه سياق الكلام ، والتقدير لعلموا ان الله لا شريك له ولا ند.