٣٠ ـ (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً ...) بعد الإشارة إلى الأشقياء المجرمين الذين وصفوا القرآن بالخرافة والأساطير ـ أشار سبحانه إلى الأتقياء المنصفين وأنهم إذا سئلوا عن القرآن ذكروه بكل تقديس وتعظيم ... وليس الإنصاف وقفا على المسلمين ، فكل من تحرر من الهوى والتعصب ، وفهم القرآن على حقيقته ، يقول : هو خير للناس وصلاح بهديه وتعاليمه.
٣١ ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ ...) ملك دائم ونعيم قائم لمن أصلح وأحسن عملا (كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ) لأنه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى.
٣٢ ـ (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) أي راضين مرضيين حيث تقول لهم الملائكة فيما تقول : سلام عليكم لا تخافوا ولا تحزنوا ، أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون.
٣٣ ـ ٣٤ ـ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ) تقدم بالحرف الواحد في الآية ١٥٨ من الأنعام (كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...) لج وتمادى في البغي والضلال أسلاف هؤلاء وأشباههم ، فدارت دائرة السوء على رؤوسهم ، وهذي هي بالذات عاقبة الأنداد والأمثال لأن الأشياء المتماثلة تؤدي حتما إلى نتائج متماثلة.
٣٥ ـ (وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ...) وهكذا المجرم والمقصر يلقي المسئولية على القضاء والقدر أو على الآخرين أو على الزمان أو الصدفة!. وتقدم في الآية اللغة : ينظرون ينتظرون. وحاق بهم أحاط بهم.
___________________________________
الإعراب : (ما ذا) بمعنى أي شيء ، ومحلها النصب بأنزل. و (خَيْراً) مفعول لفعل محذوف أي أنزل ربنا خيرا. (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) خبر مقدم ، و (حَسَنَةٌ) مبتدأ مؤخر ، والجملة مستأنفة ، ويجوز ان تكون بدلا من خير. و (جَنَّاتُ عَدْنٍ) مخصوصة بالمدح بنعم. وجملة يدخلونها حال ، ويجوز ان تكون جنات عدن مبتدأ ويدخلونها خبرا ، والجملة مستأنفة ، والمخصوص بالمدح محذوف. و (طَيِّبِينَ) حال من ضمير تتوفاهم. وجملة يقولون حال من الملائكة.