(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) الذين يستنكفون عن التسليم بالحق والخضوع له.
٢٤ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) إذا سألهم سائل عن القرآن الكريم نعتوه بما في عقولهم من جهل وسفه وما في نفوسهم من لؤم وحسد. وفي المقابل إذا سئل المتقون عن القرآن قالوا هو خير بما فيه من هداية وأحكام وآداب وثواب للذين أحسنوا في هذه الدنيا ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين كما يأتي في الآية ٣٠ من هذه السورة.
٢٥ ـ (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً) الأوزار : الجرائم والآثام ، وكاملة : يحكم عليهم بأشد العقوبات التي يستحقونها بلا تخفيف ورحمة (يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) يؤخذ هؤلاء بعذابين لا بعذاب واحد : الأول. على بغيهم وضلالهم والثاني على إضلالهم وإغوائهم الآخرين التابعين (أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) حيث أضافوا وزرا إلى وزر ، وحملوا ثقلا على ثقل.
٢٦ ـ (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...) حاول الطغاة أن تكون كلمتهم هي العليا ، وتحصنوا بالقلاع وخطوط الدفاع! ولكن الله سبحانه أتى عليها من الأساس ، وهذا هو مصير كل طاغ وباغ.
٢٧ ـ (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ) بأنواع العذاب وأشدها (وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) بالحق وعملوا به : (إِنَّ الْخِزْيَ) الذل والفضيحة (الْيَوْمَ وَالسُّوءَ) التنكيل والعذاب (عَلَى الْكافِرِينَ) بالله والحق والانسانية.
٢٨ ـ ٢٩ ـ (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) بمعصيتهم لله وعدوانهم على عباده وعياله (فَأَلْقَوُا السَّلَمَ) استسلموا حيث لا سبيل للنفاق ولا للفرار (ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) أي ما كنا نعتقد أنا ضالون مضلون (بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) لا تعتذروا إن الله يعلم المفسد من المصلح
___________________________________
الإعراب : (أَساطِيرُ) خبر لمبتدأ محذوف أي هذه أساطير والذي أنزله أساطير. و (لِيَحْمِلُوا) مضارع منصوب بأن مضمرة والمصدر المنسبك مجرور باللام متعلقا بقالوا ، واللام هنا معناها العاقبة مثل لدوا للموت وابنوا للخراب. أي كان عاقبة قولهم حمل الأوزار. و (ساءَ ما يَزِرُونَ) أعربها النحاة والمفسرون كما أعربوا بئس ونعم وما بعدهما ، وذكرنا ذلك في ج ٣ ص ١٨٨. والذي نراه ان ما مصدرية والمصدر المنسبك منها ومن يزرون فاعل ساء أي ساء وزرهم. و (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ) نعت للكافرين. و (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) حال من ضمير تتوفاهم. و (خالِدِينَ) حال من واو أدخلوا. وفلبئس اللام للتأكيد ، وبئس فعل ذم ، وفاعلها مستتر أي بئس المثوى ، ومثوى المتكبرين تمييز ، والمخصوص بالذم محذوف أي جهنم وهي مبتدأ وجملة بئس وفاعلها خبر.