١٤ ـ (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ ...) نأكل منه السمك ، ونستخرج منه الجواهر ، وتمخر أي السفن الماء يمينا وشمالا ... إلى غير ذلك من المنافع والفوائد (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ولا تكفرون بالله ، وتتخذون من دونه أشباها وأندادا ، وأنتم تتمتعون بخيره وفضله.
١٥ ـ (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) تقدم في الآية ١٩ من الحجر. (وَأَنْهاراً) أي وجعل سبحانه في الأرض أنهارا ينبع الواحد منها من بلد ، ويجري في أرض العديد من البلاد يمينا وشمالا وشرقا وغربا رزقا للعباد والدواب والأنعام (وَسُبُلاً) طرقا واضحة سالكة إلى ما تقصدون.
١٦ ـ (وَعَلاماتٍ) كالجبال والوديان والتلال (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) إذا سافروا في الليل برا وبحرا.
١٧ ـ (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) هذا إشكال وإفحام بالحجة لا سؤال واستفهام (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) وتميزون بين الخالق والمخلوق.
١٨ ـ ١٩ ـ (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) تقدم بالحرف الواحد في الآية ٣٤ من ابراهيم (إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) يتجاوز ويعفو عن كثير.
٢٠ ـ (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) من شأن المعبود أن يكون خالقا لا مخلوقا ، ولكن المشركين يتركون الخالق ، ويعبدون المخلوق.
٢١ ـ (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ) الأصنام لا جماد لا حياة فيها ، فكيف تكون آلهة؟ (وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) قال بعض المفسرين : ما يشعرون يعود للأصنام ، وضمير أيان يبعثون للمشركين. وفي رأينا أن الضميرين يعودان إلى الأصنام ، على أن يكون معنى أيان يبعثون لا يبعثون إطلاقا ، وما من شك أن الحي الذي يموت ثم يبعث أحسن حالا من الذي لا حياة فيه ولا بعث له.
٢٢ ـ (إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) ولكن أرباب الأهواء يرفضون ذلك ويقولون : أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب (فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) تنكر التوحيد ، وتشمئز من ذكره كما جاء في الآية ٤٥ من الزمر (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) ولا بشيء على الإطلاق إلا بالربح والمنفعة في الحياة الدنيا ، ولا يعملون إلا لها (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) عن الحق عتوا وعنادا.
٢٣ ـ (لا جَرَمَ) حقا أو ما من شك (أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) ويعاملهم بما يستحقون
___________________________________
الإعراب : و (مُخْتَلِفاً) حال من (ما) وألوانه فاعل لمختلف ومواخر حال من الفلك لأن ترى هنا بصرية لا قلبية. والمصدر من ان تميد مفعول من أجله لألقى (وَأَنْهاراً) مفعول لفعل محذوف أي وأجري أنهارا.