وأصوافها وأوبارها وأشعارها (وَمَنافِعُ) بنسلها ودرها وركوبها وإثارة الأرض ـ أي حرثها ـ. (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) اللحم المذكى.
٦ ـ (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ) حسن المنظر (حِينَ تُرِيحُونَ) حين رجوعها عشيا من المرعى إلى المأوى (وَحِينَ تَسْرَحُونَ) تبعثونها صباحا من المراح إلى المرعى.
٧ ـ (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ) والأثقال تشمل كل ما يمكن نقله من زاد وسلعة ومتاع (إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) وأيضا السفر ونقل الأمتعة على الإبل والدواب تستدعيه الكثير من المشاق. بخاصة إذا كان الطريق على الصحراء ... ولكن لا وسيلة للنقل أيام زمان إلا الأنعام ، وبدونها لا تستقيم الحياة ، وكان الناس يدركون هذه النعمة وعظمتها ، ولذا امتن سبحانه بها عليهم ، وفضل الله على انسان القرن العشرين أجل وأعظم حيث مهد له السبيل لصنع السيارة والطائرة وغيرها بما وهبه من عقل وطاقات ، يكتشف بها العناصر والأسرار التي أودعها سبحانه فيما خلق وصنع من أشياء الكون والطبيعة.
٨ ـ (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) بعد أن أشار سبحانه إلى منافع الأنعام الثلاث : الإبل والبقر والغنم ، أشار إلى منافع الخيل والبغال والحمير ، وأهمها الركوب والزينة في ذاك العصر. (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) لله مخلوقات لا يحيط العقل بعلمها ، وكذلك آلاؤه ونعمه ، لا عدّ لهذه ولا حد لتلك ، والعلة واضحة ، وهي قدرته التي توجد الشيء من لا شيء دون أن تستعين بشيء ٩ ـ (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) أي عليه سبحانه البيان الواضح المقنع بطبعه الذي يميز الخبيث من الطيب والحلال من الحرام والخطأ من الصواب (وَمِنْها جائِرٌ) ضمير منها يعود إلى السبيل ، لأن هذه الكلمة تذكر وتؤنث ، وهي نوعان : مادية كالسبيل إلى السوق والمدرسة ، ومعنوية كالآراء والمعتقدات ، ومنها ما هو مستقيم كالاسلام ، ومنها ما هو معوج كغيره ، وإلى الرأي والدين المائل المعوج أشار سبحانه بكلمة جائر (وَلَوْ شاءَ) أن يلجئ ويقهر (لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) ولكنه ترك الإنسان وما يختار حرصا على حريته وانسانيته ، وتقدم في الآية ١١٨ من هود.
١٠ ـ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ) عذب فرات لا ملح أجاج (وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) كل ما قام على ساق من نبات الأرض فهو شجر وتسيمون : ترعون فيه مواشيكم.
١١ ـ (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ ...) أنبت سبحانه بالماء كل ما يأكله الإنسان والحيوان من حب وخضار وربيع وثمار. وتقدم في الآية ٣٢ من ابراهيم و ٢٢ من الحجر ١٢ ـ (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ ...) تقدم في الآية ٢ من الرعد و ٣٣ من ابراهيم.
١٣ ـ (وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) سخر سبحانه لنا ما أودعه في الأرض من معادن جامدة ومائعة ونبات وغير ذلك.