١١٦ ـ (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ) الحلال ما أحله الله ، والحرام ما حرمه الله ، ومعنى هذا أنه لا يسوغ لأحد أن يقول : هذا حلال أو حرام إلا أن يكون عالما بدين الله ، وإذا نقل الجاهل الحكم رواية عن العالم فلا إثم عليه وإن قال برأيه وتشهيه فقد اكتسب إثما وإن أصاب ، لأن الفتوى بالرأي محرمة من حيث هي للنهي عن القول بالجهل دون استثناء.
١١٧ ـ (مَتاعٌ قَلِيلٌ) في الدنيا (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) وكثير في الآخرة ، والمقصود بهذه الآية الذين يحللون ويحرمون بلا كتاب وسنة.
١١٨ ـ (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) اليهود (حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) في الآية ١٤٦ من الأنعام (وَما ظَلَمْناهُمْ) فيما ضيقنا عليهم من التحريم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بما عصوا وكانوا يعتدون.
١١٩ ـ (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ) في مجمع البحرين للشيخ الطريحي «أجمعت الصحابة على أن كل ما عصي الله به فهو جهالة ... لأنه اختيار للذة الفانية على اللذة الباقية». وتقدم في الآية ٥٤ من الأنعام.
١٢٠ ـ (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) بعظمته وأبوته للأنبياء ، وقال صاحب روح البيان عند تفسير هذه الآية : جاء في الحديث «الحسين سبط من الأسباط أي أمة من الأمم لأن السادات من نسل ولده زين العابدين» (قانِتاً لِلَّهِ) مطيعا له (حَنِيفاً) مستقيما على الحق (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) هذا رد على المشركين الذين ادعوا أنهم على ملة إبراهيم.
١٢١ ـ (شاكِراً لِأَنْعُمِهِ) مخلصا في شكره لنعم الله عليه (اجْتَباهُ) اختاره للنبوة (وَهَداهُ إِلى
___________________________________
الإعراب : (الْكَذِبَ) مفعول لتصف ، وهو مبالغة في كذبهم لأن المعنى ان ألسنتهم تعرّف الناس بحقيقة الكذب ، فهو تماما مثل قولك : وجهه يصف للناس الجمال. والمصدر المنسبك من لتفتروا بدل من لما تصف مع اعادة حرف الجر لأن وصفهم الكذب هو افتراء على الله. و (مَتاعٌ قَلِيلٌ) خبر مبتدأ محذوف أي بقاؤهم متاع قليل .. (أُمَّةً) خبر كان و (قانِتاً) و (حَنِيفاً) و (شاكِراً) أخبار متعددة لكان و (حَنِيفاً) حال من ابراهيم.