٣٣ ـ (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ ...) تقدم في الآية ١٥١ من الأنعام وغيرها (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً) لا قصاصا أو حدّا (فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ) وأولياء القتيل قرابته من أبيه (سُلْطاناً) تسلطا على القاتل ، إن شاء قتل أو أخذ الديّة أو عفا (فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) لا يسوغ للولي أن يمثّل بالقتيل أو يسيء إلى أقاربه وذويه (إِنَّهُ) الوليّ (كانَ مَنْصُوراً) محقا في القصاص.
٣٤ ـ (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ ...) تقدم بالحرف في الآية ١٥٢ من الأنعام (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ) مع الله والناس ومثله العقد. انظر تفسير الآية ١ من المائدة (إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) عنه يوم القيامة.
٣٥ ـ (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ) وغير الكيل ، ولا تبخسوا الناس أشياءهم (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ) بالميزان (الْمُسْتَقِيمِ) العدل (ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) مآلا وعاقبة ، من آل إذا رجع.
٣٦ ـ (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) نهي عن القول بلا علم ، وعن الحكم بالتهمة ، وعن القطع باللمحة ، وعن الرجم بالظنّة (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) فالويل كل الويل لمن قال : سمعت ولم يسمع ، ورأيت ولم ير ، وعلمت ولم يعلم.
٣٧ ـ (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) الفرق بين الإنسان الواقعي والمخلوق الخرافي ، أن الواقعي يعرف نفسه ، ويعيش في عالمه ودنياه ، أما الخرافي فهو الذي يجهل نفسه ، ويفصله العجب والغرور عن واقعه ، وينتقل به إلى عالم الأحلام والأوهام ، فيرى نفسه أعلم الناس وهو أجهلهم ، وأقوى الناس وهو أضعفهم ، وخير الناس وهو شرّ من الشر (إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً) كناية عن ضعفه وعجزه وأنه محاط بكائنات من فوقه ومن تحته وأمامه ووراءه ، وعن يمينه وشماله هي أقوى منه وأعظم. إن في ذلك لذكرى لمن كان له عقل وقلب.
٣٨ ـ ٣٩ ـ (كُلُّ ذلِكَ) الذي نهينا عنه من التبذير ... إلى التعالي (كانَ سَيِّئُهُ) كان قبيحا (عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) المراد بالكراهة هنا التحريم.
٤٠ ـ (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) تقريع وتوبيخ لبعض عرب الجاهلية الذين قالوا الملائكة بنات الله ، وتقدم في الآية ٥٧ من النحل.
٤١ ـ (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ) ذكرنا فيه وكررنا الدلائل والشواهد على وجود الخالق المبدع ، ودعونا إلى الخير وزجرنا عن الشرّ مبشّرين ومنذرين (لِيَذَّكَّرُوا) ليعلموا ويعملوا (وَما يَزِيدُهُمْ) التذكير (إِلَّا نُفُوراً) بعدا وتمردا.
___________________________________
الإعراب : (كُلُ) مبتدأ ، والخبر كان عنه (مَسْؤُلاً) ، وأولئك في محل جر باضافة كل ، ويشاربها إلى العقلاء وغيرهم.