ونحوه ، والمراد به هنا الطمر والغمر (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ) المائع القاتل (يَشْوِي الْوُجُوهَ) فتصبح فحما (بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً) منزلا ومتكا وفراشا. أللهمّ إنّا نستجير بك من نارك ، ونفرّ منها إلى رحمتك ، ونتوسل إليك بنبيّك وآله الأطهار ، عليهم أفضل الصلوات.
٣٠ ـ ٣١ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) لما ذكر المجرمين الأشرار وعقابهم ، ثنى بذكر الطيبين وثوابهم ، والعدن : الإقامة ، والسندس : ضرب من الحرير الرقيق ، والإستبرق : الغليظ منه ، والأرائك : جمع أريكة ، وهي السرير. وفي نهج البلاغة : كل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية ، وتقدم مرات ؛ منها الآية ٨٢ من البقرة.
٣٢ ـ (وَاضْرِبْ) يا محمد (لَهُمْ) للجبابرة الطغاة المتعالين عن مجالسة الفقراء والمساكين ، والذين قالوا لك : اطرد من عندك من المؤمنين الضعفاء ، اضرب لهم (مَثَلاً رَجُلَيْنِ) أحدهما مؤمن والآخر كافر (جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ) حديقتين من أعناب (وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ) أحيطت الحديقتان بالنخل من كل جانب (وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً) كالخضار والحبوب.
٣٣ ـ (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) ثمرها (وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً) لم تنقص من الثمر شيئا (وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً) يجري بطبيعته بلا آلة.
٣٤ ـ (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) وأيضا كان يملك سوى الحنتين أموالا تنتج وتثمر (فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ) يراجعه. في الكلام : (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) ومنهما ينفخ الشيطان بريح الكبرياء في أنوف المتغطرسين.
٣٥ ـ (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) بغطرسته (اللغة :) العدن الاقامة ، يقال : عدن في المكان إذا أقام فيه. والأساور جمع أسوار وسوار ، وأصل الجمع أساوير وحذفت الياء للتخفيف. والسندس ضرب من الحرير الرقيق. والاستبرق الغليظ منه. والأرائك جمع أريكة السرير.
___________________________________
الإعراب : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) خبر ان الجملة من انّا لا نضيع والعائد محذوف أي منهم. و (عَمَلاً) مفعول أحسن أي من عمل الحسن. و (مِنْ ذَهَبٍ) متعلق بمحذوف صفة لأساور ، ومن سندس صفة ثانية للثياب. ومتكئين حال من ضمير يلبسون. و (كِلْتَا) مبتدأ ، وجملة (آتَتْ) خبر ، وافرد الضمير في آتت مراعاة للفظ كل ، ويجوز كلتا بالتثنية حملا على المعنى.