وكرامة كلا (بَلْ لا يَشْعُرُونَ) بأنها سبب النقمة والعذاب ، وتقدم في الآية ١٧٨ من آل عمران.
٥٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) لما أشار سبحانه إلى الأحزاب والطوائف التي تعيش في الجهل والضلال ، ذكر العارفين المهتدين بأنهم يجتهدون في العمل الصالح ، ويتهمون أنفسهم بالتقصير.
٥٨ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) المراد بالآيات هنا الدلائل على وجوده تعالى ، ونبوّة أنبيائه ، وصدق كتبه ٥٩ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ) لا يدلسون ويراءون ٦٠ ـ (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) ينفقون مما رزقهم الله وهم خائفون أن لا يتقبّل منهم.
٦١ ـ (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) لقد أسرعوا من دون الناس إلى عمل الخيرات في الدنيا ، ومن أجل هذا يسبقونهم إلى الجنّة في الآخرة.
٦٢ ـ (وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) واضح ، وتقدّم مرات ، منها في الآية ١٥٢ من الأنعام (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) المراد بالكتاب هنا كتاب الأعمال الذي لا يغادر كبيرة ولا صغيرة ، أمّا الظلم فهو محال في حقه تعالى ، وقد لعن الظالمين في كتابه أكثر من مرّة. والويل كل الويل لمن تناله لعنة الواحد القهار.
٦٣ ـ (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) الغمر في اللغة الماء الكثير ، والمراد بالغمرة هنا غطاء الجهل والغفلة والضلال ، وهذا إشارة إلى سبيل المؤمنين وما هم عليه من التوحيد ومكارم الخصال ، والمعنى أن المجرمين في سكرة وعمه عن كل خير وفضيلة (وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ) كالتدليس وتحريف الكلام عن مواضعه والافتراء على الأبرياء (هُمْ لَها عامِلُونَ) أي عليها يصرّون وفيها يتمادون ، ولا يتّعظون بواعظ.
٦٤ ـ (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ) تكرّرت هذه الكلمة ومشتقاتها في القرآن الكريم سبع مرات ، وفي نهج البلاغة ستّ مرات ، واستعملت بالكامل في أسوأ المعاني وأقبح الصفات هذا بالإضافة إلى قوله تعالى : (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ) ـ ١١ المزمل» وفي هذا المعنى كثير من الآيات (بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) يستغيثون ويصيحون.
٦٥ ـ (لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ) لا تستغيثوا ، فلا خلاص لكم اليوم ولا مجير.
٦٦ ـ (قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ) دعوناكم من قبل إلى النجاة من الهلكة ، فأعرضتم ساخرين فذوقوا اليوم ما كنتم به تستهزئون.
٦٧ ـ (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ) سامرا : من السمر وهو الجلوس بالليل للحديث ؛ وتهجرون : من الهجر في الكلام وهو الهذيان أو الفحش في المنطق ، والمعنى استكبرتم وتمرّدتم على الحقّ ، وذكرتموه في سمركم بالسوء والباطل.