وَلا يَتَساءَلُونَ) النفخ في الصور كناية عن قيام القيامة ولا أنساب : لا تعاطف وتحالف بين الأرحام والإخوان ، ولا سؤال ومقال ، ولا شيء إلا الدهشة والرهبة.
١٠٢ ـ (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) بصدق الإيمان أوّلا وقبل كل شيء ، وأقوى الدلائل على صدقه ورسوخه كفّ الأذى عن الناس ، فإنّه أرجح ما وزن (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) حيث فازوا بما طلبوا.
١٠٣ ـ ١٠٤ ـ (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) وهو من كفر بالله أو آمن به وما كفّ الأذى عن عياله (فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ...) حيث ألقوا بها إلى التهلكة والعذاب الأليم.
١٠٥ ـ (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) من الذي جنى عليكم؟ لقد حذّرتم من هذا فسخرتم.
١٠٦ ـ ١٠٧ ـ (قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) ولما ذا لم تغلب عليكم العظات والدلائل البيّنات؟.
١٠٨ ـ (قالَ اخْسَؤُا فِيها) سألوه سبحانه الخروج من النار والرجعة إلى الدار. فقال : امكثوا فيها صاغرين (وَلا تُكَلِّمُونِ) لا تطمعوا في مدبّر.
١٠٩ ـ (إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي ...) أتقياء مخلصون.
١١٠ ـ (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي) حيث كنتم في شغل شاغل بالضحك منهم.
١١١ ـ (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا) وضحوا بالكثير من أجل الحق وإقامة العدل (أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) بالسلامة والكرامة ١١٢ ـ (قالَ) سبحانه لمنكري البعث الذين سخروا منه وممن آمن به : (كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ) والغرض من هذا السؤال مجرد التوبيخ على جحودهم والتذكير بقولهم : هيهات هيهات .. ما نحن بمبعوثين.
___________________________________
الإعراب : (فَأُولئِكَ) مبتدأ ، و (الَّذِينَ) عطف بيان و (خالِدُونَ) خبر (فَأُولئِكَ) ، وفي النار متعلق ب «خالدون» ويجوز أن يكون الذين خبر أولئك وخالدون خبر بعد خبر. وسخريا مفعول ثان لاتخذتموهم. والمصدر من انهم هم الفائزون مفعول ثان لجزيتهم ، قال تعالى : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً). (كَمْ) خبرية تتضمن معنى ظرف الزمان ، ومحلها النصب بلبثتم. و (عَدَدَ) منصوب على التمييز ، وجاز نصب مميز (كَمْ) هنا لوجود الفاصل بينها وبينه ، ولو لاه لوجب الجر ، لأن مميز الخبرية واجب الخفض إلا إذا فصل بينهما فاصل. وسنين مجرورة بالإضافة ، وقرئ عددا سنين وعليه تكون سنين بدلا من عدد.