تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ) ان هذا شأن الجبارين لا شأن المصلحين.
٢٠ ـ (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ) تربص قوم فرعون بموسى ليقتلوه ، فأخبره واحد من المؤمنين.
٢١ ـ ٢٢ ـ (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً) هاربا من الظلم وأهله متجها إلى أرض مدين وحيدا فريدا مسلّما أمره إلى الله وحده.
٢٣ ـ (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ) جماعة يسقون ماشيتهم إلا امرأتين معهما غنيمات لا ترد الماء ، وكلما حاولت وروده والشرب منه دفعت المرأتان الغنيمات عنه فأثار هذا المنظر الغريب انتباه موسى وقال لهما : لما ذا تصدان غنمكما عن الماء ، وهي عطاش؟ قالتا : لا نقدر على مزاحمة الرجال وأبونا تمنعه الشيخوخة عن الرعي والسقي ، فننتظر حتى يفرغ الجميع.
٢٤ ـ (فَسَقى لَهُما) غنمهما حتى رويت (ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) في الخطبة ١٥٨ من خطب نهج البلاغة : «والله ما سأله إلا خبزا يأكله لأنه كان يأكل بقلة الأرض ، وقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه» : الصفاق : الجلد الأسفل تحت الجلد الذي عليه شعر ، والتشذب انهضام اللحم.
٢٥ ـ (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما ...) رجعت الفتاتان إلى أبيهما ، وأخبرتاه بما كان ، فقال لواحدة منهما : اذهبي وادعيه لنجزيه على إحسانه ، فجاءته يكسوها الحياء والعفاف ، اللغة : أقصى المدينة آخرها. ويسعى يسرع في المشي. وتلقاء مدين حذاءها وجهتها. وسواء السبيل وسط الطريق. تذودان تمنعان غنمهما عن ورود الماء. ما خطبكما؟ ما شأنكما؟ حتى يصدر الرعاء حتى ينصرف الرعاء ، والرعاء والرعاة والرعيان بمعنى واحد. والاستحياء شدة الحياء. والقصص الحديث المقصوص. والحجج جمع حجة ، وهي السنة.
___________________________________
الإعراب : ليقتلوك منصوب بأن مضمرة والمصدر متعلق بيأتمرون. وخائفا حال من فاعل خرج. وجملة يترقب حال ثانية. وتلقاء ظرف مكان. وجمله تذودان صفة لامرأتين. وفقير خبر ان ، ولما أنزلت متعلق بفقير.