٣٧ ـ (وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ) أبدا لا شيء إلا الله إلا الدين والعقيدة ... إلا راحة الضمير والوجدان ... مالي وللناس ، كل الناس ، حتى الملوك منهم والمتألهين ، الله أعلم وكفى كما قال له الرسول الأعظم : إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ، وعليّ الإمام المقدم : صانع وجها واحدا يكفك الوجوه كلها ، والحسين الشهيد الأكرم : ما ذا فقد من وجدك؟ وما وجد من فقدك؟
٣٨ ـ (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) قال هذا لأنه وجد من يصدقه بنص الآية ٥٤ من الزخرف : (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ) وأكثر الناس يتفرعنون لو وجدوا أعوانا (فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ) برجا عاليا ، أصعد منه إلى السّماء ، أبحت عن إله موسى ... ولم يستجب هامان فيما نظن ، لأنه على يقين من مكر فرعون وتدليسه ، وأي عاقل يحاول البناء إلى ما لا نهاية؟ وهل للسماء والفضاء من حد؟ وعلى أية حال فإن فرعون لما عجز عن مجابهة الحجة بالحجة موه على شعبه الجهول بأنه سيفعل شيئا ولن يسكت ، شأنه في ذلك شأن الأدعياء والمزورين.
٣٩ ـ (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ) أي فرعون (وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ) تعاظموا فيها وتعالوا واستبدوا وأفسدوا والسبب الأول والأخير أنهم لا يؤمنون بدين ولا بمبدإ وضمير ... أبدا لا بشيء إلا بأنفسهم ومنافعهم ، ولذا أخذهم سبحانه أخذ عزيز مقتدر.
٤٠ ـ (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ) أغرقهم سبحانه في نفس البحر الذي ألقت فيه أم موسى وليدها خوفا من فرعون وشياطينه (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) فكّر واعتبر واحذر المفاجئات والمخبآت. قال الإمام عليّ (ع) : «من حذرك كمن بشرك» وما بعد القرآن من محذر ومبشر.
٤١ ـ (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) صمموا وأصروا على الكفر والفساد حتى حكمنا عليهم بأنهم أصبحوا دعاة وقادة إلى نار جهنم كما قال سبحانه عن فرعون في الآية ٩٨ من هود : «يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود».
٤٢ ـ (وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً) لعنة الله ولعنة
___________________________________
الإعراب : من إله (من) زائدة إعرابا وإله مفعول علمت ، وغيري صفة له.