٨٢ ـ (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ. يَقُولُونَ وَيْكَأَنَ) كلمة تعجّب لا محل لها من الإعراب ، شاهد ضعفاء العقول دائرة السوء تدور على رأس الطاغية قارون ، فأدركوا الحقيقة ، وحمدوا الله الذي لم يؤتهم مثل ما أوتي الطغاة ، وإلا أصابهم ما أصابهم من النكبات والمخبآت. وفي نهج البلاغة : فكم من منقوص رابح ، ومزيد خاسر. ومن هنا قيل : الأمور بخواتيمها.
٨٣ ـ (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً) لا يتعالون على عباد الله ، ولا يتحكمون بهم ، ولا يفسدون فيهم بالعدوان والسلب والنهب. وقال الإمام علي (ع) برواية الشيخ الطبرسي : من يعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها.
٨٤ ـ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) الواحدة بعشر أمثالها (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) فواحدة بواحدة ، وقد يعفو ويصفح ، وتقدم في الآية ١٦٠ من الأنعام.
٨٥ ـ (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) يقول سبحانه لنبيه الكريم : إن الذي أوجب عليك أن تعمل وتذكر بالقرآن هو الذي سيردك إلى مكة التي أخرجك منها قومك. وقيل : المراد بالمعاد هنا الجنة لأن السورة هذه مكية وأي مانع أن تكون السورة مكية ما عدا هذه الآية؟
(قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى) قل يا محمد للذين لا يقتنعون منك بحال ، ويصرون على معاندتك والصد عن دعوتك بلا هوادة : الله وحده هو الذي يميز المحق من المبطل والضال من المهتدي ، وسوف تعلمون لمن عقبى الدار.
٨٦ ـ (وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) كيف يقال عنك يا محمد : إنك تفتري على الله بادعاء الرسالة مع أنها لم تمر بخاطرك من قبل إطلاقا ولكن الله سبحانه هو الذي أنعم عليك بالنبوة والقرآن؟ (فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) الخطاب في هذه الآية وما بعدها للنبي (ص) والظهير : المعين أما الكافرون فالمراد بهم هنا كل من جحد الحق وعانده ، والمعنى لا تهادن أعداء الحق وتسكت عنهم لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
اللغة : فرض أوجب. والمراد بمعاد هنا بلدة الرسول الأعظم (ص) وهي مكة. وظهيرا معينا.
___________________________________
الإعراب : ووي كلمة تعجب ولا محل لها من الاعراب.