٣١ ـ ٣٣ ـ (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) المراد بالرسل هنا الملائكة ، وبالبشرى البشارة بولده إسحاق (إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) الباقين مع الهالكين ، ودخل الملائكة على لوط في هيئة شبان حسان ، ولما رآهم (سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) المراد بالذرع هنا الطاقة والمعنى أن لوطا أضافهم ، ولكنه أحس بكابوس على قلبه مخافة أن ينالهم أذى من قومه.
٣٤ ـ ٣٧ ـ (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً) عذابا من السماء لا يبقي منهم إلا الآثار عبرة لأولي الأبصار ، وتقدمت هذه الآيات في سورة الأعراف وهود (وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ) على حذف مضاف أي ثواب اليوم الآخر (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) الزلزلة الشديدة (جاثِمِينَ) باركين على الركب ميتين ، وتقدم في سورة الأعراف.
٣٨ ـ (وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ) عاد قوم هود ، وثمود قوم صالح ، قال ابن كثير في تفسيره كانت العرب تعرف مساكنهما جيدا وتمر عليها كثيرا.
اللغة : الرجحفة الحركة والاضطراب. والجثوم البروك على الكربة والمراد به هنا الهلاك. والحاصب من الرمي بالحصباء أي الحجارة الصغيرة.
اشارة :
أرسل الله لوطا الى مجتمع ما عرف التاريخ القديم له مثيلا في انحلاله وبشاعته ... يأتون الرجال شهوة دون النساء ، ويقطعون الطريق على المارة بالأذى ضربا وسلبا واغتصابا ، أما أنديتهم ومجالسهم فلا تعرف إلا الفحش والمنكر والآثام .. فحذرهم لوط ، وأنذرهم بعذاب الله .. وهذا كل ما يملكه ويقدر عليه ، فسخروا منه ، وقالوا : أرنا هذا العذاب لنؤمن بك ... فالتجأ الى الله يستنصره على القوم المفسدين. فاستجاب سبحانه الى تضرعه ، ودخل الملائكة على لوط بوجوه وضاءة ناضرة ، فأوجس في نفسه خيفة عليهم من قومه الأشرار ، فكشفوا له عما قصدوا اليه ... وتمت كلمة العذاب على المفسدين ، وأصبحوا أثرا بعد عين ، وعبرة لأولي الأبصار.