٢٥ ـ (وَقالَ) إبراهيم لقومه : (إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً) كرمز وعنوان لوحدتكم وكيانكم الاجتماعي ، وانكم قلب واحد ويد واحدة على عدوكم ، ولكنكم غدا وفي دار الحق سترون أن هذه الأصنام هي السبب الأساس والأصيل لعذابكم وتباغضكم حيث (يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) ان ذلك لحق تخاصم أهل النار ـ ٦٤ ص. على العكس من أهل الجنة الذين قال عنهم سبحانه : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) ـ ٤٧ الحجر.
٢٦ ـ (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) ابن أخي إبراهيم (وَقالَ) إبراهيم : (إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي) داعيا إليه وإلى العمل بدينه وشريعته.
٢٧ ـ (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) بن إسحاق ، وتقدم في الآية ٤٩ من مريم و ٧٢ من الأنبياء.
٢٨ ـ ٢٩ ـ (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) أنكر عليهم هذا الفعل القبيح الشنيع ، وقوله : (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ) يدل بصراحة أنهم أول من اكتشف ومارس ، وسمعنا وقرأنا أن في الغرب والشرق أسافل وأراذل على دين قوم لوط! فبعدا لهم وسحقا (وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) أي سبيل النسل بترك النساء (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) النادي : مجلس تجتمع فيه الرجال ، والمنكر : فعلهم بالذكور.
٣٠ ـ (قالَ رَبِّ انْصُرْنِي) بنزول العذاب عليهم استغاث بالله ، وتضرع إليه أن يتولى حربهم بنفسه لأن الله سبحانه لم يهيء له أسباب الجهاد والقتال كالسلاح والرجال.
اشارة :
وبعد ألوف السنين يعيد تاريخ اللواط والفساد نفسه في مجلس العموم البريطاني حيث أقرّ واستحلت هذه الفاحشة التي تنفر منها طباع الوحوش والحشرات .. ونحن على يقين بأن نوعا من العذاب سيحل على هذا المجتمع وأمثاله عاجلا أم آجلا تماما كما حل على الذين من قبلهم. المبين ٥٢٤.
___________________________________
الإعراب : وأوثانا مفعول أول لاتخذتم والمفعول الثاني محذوف أي اتخذتم من دون الله أوثانا آلهة. ومودة مفعول من أجله لاتخذتم.