١٨ ـ (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ) وبلغكم ما حلّ بهم من بوار ودمار.
١٩ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) أما الخلق الأول فندركه بالحس والعيان ، ونحن منه والخلق الثاني ندركه بالعقل ، لأن الذي أحيا وأمات يهون عليه أن يحيي الأموات بحكم البديهة.
٢٠ ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) أي من لا شيء مادي ؛ بل بكلمة «كن» وإلا لما وجد شيء إطلاقا ، لأن السؤال يبقى قائما إلى ما لا نهاية تماما كسؤال السائل لما ذا لا تسقط الأرض في الفضاء؟ فأجيب بأنها تستند إلى قرن الثور. ثم سأل ثانية ولما ذا لا يسقط الثور؟ فأجيب بأنه يستند إلى سلحفاة. فسأل للمرة الثالثة ولما ذا لا تسقط السلحفاة؟ ... (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) حيث تجزى كل نفس الجزاء الأوفى على ما قدمت.
٢١ ـ (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ) وما من شك أن مشيئته تعالى تصدر عن علمه وعدله وحكمته لا يشغله غضب عن رحمة ، ولا تولهه ـ أي تذهله ـ رحمة عن عقاب كما قال الإمام أمير المؤمنين (ع) :
٢٢ ـ (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) لا ملجأ ولا مهرب من الله لأهل الأرض والسماء إلا إليه.
٢٣ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ) الدالة على وجوده وقدرته على إحياء الموتى (أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي) لا نصيب لهم فيها.
٢٤ ـ (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) عجزوا عن رد الدليل بالدليل والحجة بالحجة فهددوا وتوعدوا ، ولكنه كان في حصن أمين من حول الله وقدرته وتقدم في الآية ٦٩ من الأنبياء.
اللغة : الإنشاء الإيجاد. وتقلبون ترجعون
___________________________________
الإعراب : بمعجزين الباء زائدة ومعجزين خبر أنتم أي ما أنتم معجزين. ومن ولي (من) زائدة وولي مبتدأ ولكم خبر. والمصدر من ان قالوا خبر كان.