١٢ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) قال الذين كفروا بمحمد (ص) للذين آمنوا به : ما آمنتم به إلا خوفا من نار جهنم ، ارتدوا عن دينه إلى ديننا ، ونحن نحمل العذاب عنكم. قالوا هذا ساخرين من خرافة النشر والحشر (وَما هُمْ بِحامِلِينَ) أبدا لا أحد يحمل على أحد ، كل امرئ وما كسب.
١٣ ـ (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) كل من ضلّ وأضلّ آخرين يبوء بوزرين : وزر نفسه ، ووزر من اغتر به دون أن ينقص من وزر هذا شيئا.
١٤ ـ ١٥ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) قيل : هذه تسلية من الله لمحمد (ص) أن لا يأسف ويحزن لإعراض من أعرض عنه ، فإن نوحا مكث في قومه يدعوهم ليلا ونهارا فما زادهم ذلك إلا فرارا ، وتقدم الحديث عن نوح مرات منها في الأعراف وهود والشعراء.
١٦ ـ (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ ...) دعا إبراهيم (ع) إلى التوحيد ، ولاقى الكثير في سبيل دعوته حتى ألقي في النار ، وما زاده ذلك إلا قوة وصلابة في دينه وحزما وثباتا على ثورته وقال لقومه من جملة ما قال :
١٧ ـ (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) تبتدعون أشياء لا أساس لها إلا الجهل والضلال.
اشارة :
يدل ظاهر الآية بوضوح ان نوحا عاش ٩٥٠ عاما ، والعقل لا يأبى ذلك ، فوجب التصديق أما التعليل بأن عدد البشرية كان قليلا يومذاك ، والنسل كان محددا ، وانه. كلما قل العدد والنسل طالت الأعمار ، كما قال بعض المفسرين الجدد ، أما هذا التعليل ونحوه فلا يصح الركون اليه في تفسير الوحي أو توجيهه .. وفي قاموس الكتاب المقدس ان نوحا اسم ساميّ ، ومعناه «راحة» وأبوه هو الذي سماه بذلك.
___________________________________
الإعراب : لنحمل اللام للأمر ولذا جزم الفعل. ويحاملين الباء زائدة. ومن خطاياهم (من) للتبعيض. ومن شيء (من) زائدة وشيء مفعول حاملين ، ومن خطاياهم متعلق بمحذوف حال مقدما من شيء ، والأصل وما هم حاملين شيئا من خطاياهم. وألف سنة ظرف زمان منصوب بلبث. وخمسين منصوب على الاستثناء. وعاما تمييز.