٤ ـ (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا) أن يمتنعوا منا بهرب أو حصن أو حيلة؟.
٥ ـ (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ) من آمن باليوم الآخر وعمل له ، فإيمانه حق وصدق ، وعمله خير وأجر ، وسيرى ذلك لا محالة ، وكل آت قريب.
٦ ـ (وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ) الله يقول ، والعقل يقول ، والفطرة والناس والأديان والشرائع كلها تقول : ليس للإنسان إلا ما سعى. أما العمل والتنفيذ فكل يعمل على شاكلته أو منفعته أو دينه وعقيدته وإنسانيته. وما ربك بغافل عما يعملون.
٧ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) هذه الآية تختص بمن كفر أو أذنب ، ثم ندم وتاب ، فيعفو سبحانه عما سلف ، ويزيده من فضله ، ومن عاد فينتقم الله منه.
٨ ـ ٩ ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً) الوالد يحسن إلى ولده بالإنفاق والإشفاق ، لا يريد منه جزاء ولا شكورا ، وكل الذي يبتغيه أن يكف أذاه عنه ، وهذا وحده في عصرنا من أحسن الإحسان (وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما) إن كنت موحدا ، وكان أبواك مشركين ، وحرضاك على دينهما فإياك وإياهما ، وفيما عدا ذلك لا تغضبهما (إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) حساب الشرك والكفر بالله لله وحده لا لوالد أو ولد ولا لشيخ أو خوري.
١٠ ـ ١١ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) وما هو من الإيمان الحق في شيء ، ولكن إبليس حاك له خرافة على منواله ، وصبغها بلون الإيمان وشكله ، وباعها لأبله مسكين ، فانطلت عليه الحيلة ، وأخذ ينشر ويذيع من مثله إيمانا بوحي من الشيطان وهو على يقين بأنه من إملاء الدين! وكيف يكون من الدين وما دخل العجب شيئا إلا أفسده وأهلكه ، وفي الحديث : لو لا العجب ما ابتلى المؤمن الحق بذنب. وفي ثان : ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مدل ، إن المدل لا يصعد من عمله شيء (فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ ...) يذهب إيمانه مع الريح ، لأنه مجرد لون ومظهر (وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ ...) تقدم في الآية ١٤١ من النساء.
___________________________________
الإعراب : ساء ما يحكمون (ساء) بمعنى قبح و (ما) مصدرية ، والمصدر المنسبك فاعل ساء أي قبح حكمهم. وحسانا صفة لمفعول مطلق محذوف أي ووصيناه إيصاء حسنا. وما ليس (ما) اسم موصول مفعول لتشرك.