٤٧ ـ (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ ...) تقدم في الآية ٧٢ من يونس وغيرها.
٤٨ ـ (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِ) يوحي به إلى رسله وأنبيائه.
٤٩ ـ (قُلْ جاءَ الْحَقُ) أي دين الحق وهو الإسلام (وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ) أي دين الباطل وهو الكفر والشرك (وَما يُعِيدُ) لا يتكلم بكلمة بادئة ولا عائدة ، بل الشرك ذهب واضمحل.
٥٠ ـ (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) ومن هذه الآية استوحى العالم المتخلق بأخلاق القرآن قوله حين يفتي بمسألة شرعية : إن يكن هذا صوابا فمن الله وهدايته ، وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان.
٥١ ـ (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) سترى بعينيك يا محمد كيف نأخذ بسهولة قادة البغي وعتاة الجبروت ، إلى أخذ العذاب ، ولا مفر لهم من نكاله وضراوته ، والمكان القريب كناية عن أنهم في يد الله وقبضته.
٥٢ ـ (وَقالُوا آمَنَّا بِهِ) يقولون حين يرون الطامة الكبرى : آمنا بمحمد (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ) أين وكيف ينالون الإيمان وهم في الآخرة ، والإيمان في الدنيا التي ذهبت كالأمس الدابر.
٥٣ ـ (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ) يكفرون بالحق حيث يجب الإيمان به ، ويؤمنون به ساعة الحساب عليه (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ) فيقولون : لا نشر وحشر ولا جنة ونار رجما بالغيب (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) بحيث لا يصل السهم إلى هدفه ومرماه.
٥٤ ـ (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) اشتهوا وطلبوا المحال ، وهو الخلاص من أليم العذاب تماما كالأمم الماضية آمنت وطلبت النجاة حين رأت المهلكات! ما كان أغناها عن الحالين لو آمنت بالتوحيد حين دعاها الرسل إليه وهي في الحياة الدنيا (إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ) حيث وضع في تصورهم أن الحياة الثانية محال ، كيف وقد صار الإنسان ترابا وهبابا؟ وما أبعد هذا التصور من تصور الإمام (ع) حيث قال : عجبت. ممن أنكر النشأة الأخرى ، وهو يرى النشأة الأولى!.
___________________________________
الإعراب : جواب (لَوْ) محذوف أي لرأيت عجبا. و (فَوْتَ) اسم لا وخبرها محذوف أي لهم. و (التَّناوُشُ) مبتدأ ، و (أَنَّى لَهُمُ) أي من أين لهم وهو متعلق بمحذوف خبرا للتناوش.