٧٥ ـ (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) الأصنام لا تنصر من اتخذ منها أربابا ، ومع ذلك يتجند المشركون للذب عنها كل حين ، وهنا مكان الجهالة والغرابة.
٧٦ ـ (فَلا يَحْزُنْكَ) يا محمد (قَوْلُهُمْ) قول المشركين إنك شاعر ومجنون (إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) وسوف نعاملهم بما يستحقون.
٧٧ ـ (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) يخاصم ويجادل في البعث ، وهو على علم بأنه من نطفة ثم صار إنسانا في أحسن تقويم ، فلما ذا لا يفهم ويعقل بأن الذي فعل هذا في النشأة الأولى قادر على أن يفعله في النشأة الثانية؟.
٧٨ ـ ٧٩ ـ (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ) جاء في التفاسير أن رجلا جاء بعظم بال إلى رسول الله ، فضغط عليه حتى صار ترابا ، وسأله : أيحيي الله هذا؟ فنزلت هذه الآية ، وأيا كان سبب النزول فإن هذه الرواية أوضح من أي تفسير للآية الكريمة.
٨٠ ـ (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً) استبعد المشركون فكرة البعث لأن الشيء لا يتولد منه ما هو ضد له كما يعتقدون ، فأقام سبحانه الدليل عليهم بالشجر الأخضر الممتلئ بالماء المضاد للنار علما بأن هذه تتولد من ذاك.
٨١ ـ (أَوَلَيْسَ الَّذِي ...) خلق الكون من لا شيء بقادر أن يخلق مثله ساعة يشاء.
٨٢ ـ (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ذرأ الخلق بكلمة «كن» وبها يعيده ، فالإعادة والبداية لديه تعالى بمنزلة سواء.
٨٣ ـ (فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) وإليه ينتهي كل شيء ويجزي كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون
___________________________________
الإعراب : (أَوَّلَ مَرَّةٍ) نصب على الظرفية ، والعامل فيه أنشأها. و (جَعَلَ لَكُمْ) بدل من الذي (أَنْشَأَها). وبلى حرف جواب ، وتختص بالإيجاب ، سواء أكان قبلها مثبتا أو منفيا أي انها تؤكد الإثبات ، وتبطل النفي.