وَعَذابٍ) النصب : التعب والمشقة ، وأيا كان المراد من إسناد العذاب ظاهرا إلى الشيطان فإنه لا يسوغ بحال أن يراد منه المعنى الحقيقي للعذاب ، لقوله تعالى : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) ـ ٦٥ الإسراء» ومن الجائز أن يكون الشيطان قد وسوس لأيوب بأن الله قد فعل بك ما فعل وأنت على طاعته ، فتعوذ أيوب منه وشكاه إلى الله ، وعلى هذا تكون نسبة العذاب إليه على المجاز.
٤٢ ـ (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) استجاب سبحانه لنداء أيوب ودعائه ، وأمره أن يضرب الأرض برجله ، فيخرج منها ماء يغتسل به ويشرب منه ، ففعل وذهب الداء عنه.
٤٣ ـ (وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) منّ عليه سبحانه بالشفاء ، ورزقه من الأولاد والأحفاد ضعف ما فقد منهم ، وتقدمت الإشارة إلى قصة أيوب في الآية ٨٣ ـ ٨٤ من الأنبياء.
٤٤ ـ (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ ...) الضغث : القبضة من العيدان ونحوها ، ويبدو أن أيوب كان قد حلف لسبب أو لآخر أن يضرب إنسانا بعض الضرب ، ثم ندم ، فأمره سبحانه أن يضربه بمجموعة من الأغصان وما أشبه فيتحلل من يمينه ، وأخذ بعض الفقهاء بهذه الآية! وقد فات أوانها.
٤٥ ـ (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) المراد بالأيدي هنا القوة في طاعة الله ، وبالأبصار معرفة الحق.
٤٦ ـ ٤٧ ـ (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) كانوا يعملون لله وللدار الآخرة ، ويذكّرون الناس به وبها ، ومن أجل ذلك أخلصهم سبحانه أي اختارهم واصطفاهم.
٤٨ ـ (وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ) تقدم ذكرهم في الآية ٨٦ من الأنعام و ٨٥ من الأنبياء.
٤٩ ـ ٥١ ـ (هذا) الذي تقدم هو (ذِكْرٌ) لمن يتذكر وأراد أن يتقي الله (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ ...) مرجع حسن وجنات وسرور وفاكهة وشراب.
٥٢ ـ ٥٤ ـ (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ) على الأزواج فقط (أَتْرابٌ) متساويات في السن.
___________________________________
الإعراب : (أَيُّوبَ) بدل من (عَبْدَنا). والمصدر من (أَنِّي مَسَّنِيَ) مجرور بباء محذوفة. و (رَحْمَةً) مفعول من أجله لوهبنا. و (إِبْراهِيمَ) وما بعده بدل مفصل من مجمل والمبدل منه عبادنا. وذكرى الدار خبر لمبتدأ محذوف أي هي ذكرى. و (لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ) متعلق بمحذوف خبرا لأنهم.