٣٤ ـ (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ) للمحسن عند الله كل ما يشتهي ويريد بلا عد وحد.
٣٥ ـ (لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) من تاب من الذنب كمن لا ذنب له حتى ولو كان من المشركين.
٣٦ ـ ٣٧ ـ (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) المراد به هنا رسول الله بالخصوص تقوية لقلبه كيلا يهتم بعتاة الشرك وحزبه (وَيُخَوِّفُونَكَ) يا محمد (بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) هددوه بالأصنام وأنها سوف تقتص منه لا محالة (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ ...) المراد بالضلال هنا الهلاك ، وبالهدى النصر ، والمعنى أن الله سبحانه سينصر محمدا ، ويهلك أعداءه ، والدليل على أن هذا هو المقصود بالذات سياق الكلام وقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ) ممن كفر به وعاند المرسلين.
٣٨ ـ (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) يعترفون بأن الله خالق كل شيء ، ومع ذلك يعبدون سواه ، ولا بدع فإن الجاهل بجهله يدين بالتنافر والتناقض (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَ) أي الأصنام (كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ) قل يا محمد للمشركين : أصنامكم هذه ليست بشيء ، لأن الله لو أراد بعبد شرا فلا تدفعه عنه أصنامكم ، وإن أراد به خيرا لا تسلبه منه (قُلْ حَسْبِيَ اللهُ) عن كل ما عداه.
٣٩ ـ ٤٠ ـ (قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) منهجكم وطريقتكم (إِنِّي عامِلٌ) بما أنا عليه مدى حياتي ، ولن أحيد عنه ولو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) إلى أي خزي تنتهون ، وبأية عاقبة تؤخذون ، وتقدم في الآية ١٣٥ من الأنعام.
اللغة : حسبي كافيني. ومكانتكم الحال التي أنتم عليها. وأصل التوفي الإيفاء وهو أخذ الشيء كاملا وافيا ، ومن مات فقد استوفى عمره. واشمأزت انقبضت ونفرت.
___________________________________
الإعراب : والمصدر من (لِيُكَفِّرَ) متعلق بيشاءون. وبكاف الباء زائدة إعرابا وكاف خبر ليس ومثله بعزيز. وعبده مفعول كاف لأنه بمعنى يكفي. الله فاعل لفعل محذوف أي خلقهن الله. وحسبي مبتدأ والله فاعل سادّ مسد الخبر. (فَلِنَفْسِهِ) متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي فاهتداؤه كائن لنفسه.