٤٧ ـ (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) وهم عتاة الشرك وطغاة الجور (ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ) لا يفادى أسير جهنم إطلاقا ، كان ذلك على ربك حتما مقضنا ، وتقدم في الآية ٩١ من آل عمران وغيرها (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ) أي من عذابه ما لم يخطر لهم على بال ، ونعوذ بالله من المخبآت والمفاجئات.
٤٨ ـ (وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا) من آثام وعدوان (وَحاقَ) نزل وأحاق (بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) ما كفاهم الجحود بالبعث حتى سخروا منه ، فكان جزاؤهم مقطعات النيران وسرابيل القطران.
٤٩ ـ (فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا) خاضعا متضرعا ، وتقدم في الآية ٦ من هذه السورة (ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا) كالمال وما أشبه (قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ) مني ، هذا هو الغرور واللغو والجهل والسهو عن الخالق والرازق! أبدا ما من شيء جليل أو حقير إلا ولله فيه قدرة فاعلة ، ونعمة ظاهرة من الإبرة إلى سفينة القضاء ، أو من عود الثقاب إلى العقل الإلكتروني ، وهل في مقدور قادر من الناس بالغا ما بلغ من العلم أن يوجد شيئا من لا شيء مستغنيا عن الله وخلقه؟ ولو سلمنا ـ جدلا ـ أنه قادر على ذلك فهل أوجد هو نفسه بنفسه؟ (بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ) أي انه تعالى أنعم عليه بما هو فيه لتظهر مقاصده وأفعاله التي يستحق عليها المدح أو الذم والعقاب والثواب.
٥٠ ـ ٥١ ـ (قَدْ قالَهَا) أي تلك المقالة أو الدعوى بأن نعمته من علمه لا من فضل الله (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...) فكان مآلهم إلى الهلاك والوبال ، وتقدم في الآية ٧٢ من القصص (وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ) الذين كذبوا محمدا (ص) (سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا) كما أصاب قوم نوح وعاد وثمود (وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) كيف وكل الخلائق رهن بمشيئته تعالى.
٥٢ ـ (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ ...) تكرر في العديد من الآيات ، منها الآية ٢٦ من الرعد.
٥٣ ـ (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا
___________________________________
الإعراب : والمصدر أن (لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) فاعل لفعل محذوف أي لو ثبت ملك الذين ظلموا و (جَمِيعاً) حال من ما في الأرض. وبل هي أي النعمة.