٣ ـ (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ) بيّنت أحكامه ومعانيه (قُرْآناً عَرَبِيًّا) لأن الرسول عربي ، وأنذر به عشيرته الأقربين أول من أنذر ـ بأمر الله ـ ثم أنذر به قومه ؛ وأمرهم أن يبلّغوا العالم كله رسالة الإسلام ، كما هو دأب أصحاب المبادئ والعقائد ، فاستجابوا لأمرهم ، ودخل الناس في دين الله أفواجا من شعوب العالم ، ثم أهملوا بل وعملوا بتناحرهم ، على ضعف الإسلام بل أجهزوا على تطبيق أحكامه وتعاليمه! ولا أدري هل يستيقظون أو يستمرون في هذه المحنة؟
٤ ـ (بَشِيراً) بمجد قائم ، وسلطان دائم أن استمسكوا بعروة القرآن (وَنَذِيراً) بالضعف والخزي والمذلة والهوان ان أعرضوا عنه (فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ) فساءت عاقبة العرب والمسلمين.
٥ ـ (وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ) جمع كنان وهو الغطاء (وَفِي آذانِنا وَقْرٌ) صمم عما تدعونا إليه (وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) أبدا لا حجاب إلا قادة الجهل والبغي والسوء ولا حياة لقوم يقودهم هؤلاء.
٦ ـ (قُلْ) يا محمد : (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ) هذى هي رسالتي أعلنها على الأجيال ، فادرسوها بتجرد وإنصاف ، تجدوها دعوة الحق والعقل والصلاح والإصلاح ، وتقدم في الآية ١١٠ من الكهف.
٧ ـ ٨ ـ (الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) هذي الآية مكية لأن السورة مكية بالكامل ، وزكاة المال الواجبة نزلت بالمدينة وفي تفسير ابن كثير عن ابن عباس أن المراد بالزكاة هنا التوحيد. وليس هذا ببعيد لقوله تعالى بلا فاصل : (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) و «هم» الثانية مجرد توكيد للأولى.
٩ ـ (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) أي دفعتين أو طورين حيث لا أيام قبل خلق الأرض.
١٠ ـ (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) جبالا (مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها) حيث أخرج ماءها الأبيض والأسود ، وأنبت مرعاها للأنعام والإنسان وغير ذلك من العناصر والمعادن (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) قال المفسرون : كان خلق الأرض في يومين وتقدير الأقوات في يومين ، فالمجموع أربعة أيام (سَواءً لِلسَّائِلِينَ) المراد بالسائلين هنا المحتاجون ، والمعنى أن الخلائق بالكامل سواء في خيرات الأرض وبركاتها.
١١ ـ (ثُمَّ اسْتَوى) قصد (إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ)
___________________________________
الإعراب : (قُرْآناً) حال من كتاب. و (عَرَبِيًّا) صفة لقرآن و (بَشِيراً وَنَذِيراً) صفة أخرى هم كافرون «هم» تأكيد ل «هم» الأولى. (سَواءً) منصوب على المصدر أي استوت سواء واستواء.