٢٠ ـ (وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ) تماما كما قال الأشاعرة بأن الإنسان مسيّر لا مخيّر (إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) يكذبون ، وعلى الله يفترون.
٢١ ـ (أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ) قبل القرآن ، كلا ، لا خبر جاء بذلك ولا وحي نزل ، وإذن من أين جاءهم هذا الشرك؟ الجواب :
٢٢ ـ (بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا) وكفى بذلك شاهدا ودليلا ، لأن قول الآباء هو الحق الذي يستدل به لا عليه! ٢٣ ـ (وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) يا محمد (فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها) إذا تحدث أو أشار مسلم قرآني إلى شرور المترفين تقول عليه من يعيش على فتاتهم بما يرضيهم ... هذا وهو يقرأ القرآن الكريم الذي ذمّ المترفين في العديد من آياته ، منها هذه الآية! وثبت في الحديث الشريف :
«كم من قارئ للقرآن ، والقرآن يلعنه».
٢٤ ـ ٢٥ ـ (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ) فيه إيماء إلى صحة التقليد المطابق والموافق للواقع (قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) حتى ولو كان حقا مبينا! ولا كلام بعد هذا الكلام.
٢٦ ـ ٢٧ ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ ...) تبرأ خليل الرّحمن من قومه وما يعبدون ، ولجأ إلى الله الواحد الأحد.
٢٨ ـ (وَجَعَلَها كَلِمَةً) التوحيد (باقِيَةً) خالدة (فِي عَقِبِهِ) ذريته (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) إلى التوحيد ، ويعملون بموجبه.
اشارة :
كان قوم إبراهيم يعبدون الأصنام ، ومنهم أبوه كما يدل ظاهر الآية ، فنهاهم عن عبادتها ، وأعلن براءته منهم ومن آلهتهم ، وانه يعبد الله الذي خلقه على فطرة التوحيد ، وانه سيهديه ويرشده إلى ما فيه خيره وصلاحه ، وقوله : «سيهدين» يومئ إلى يقينه وثقته بالله ... وهكذا كل من طلب الهدى والحق بإخلاص يثق بأن الله معه وكافيه وهاديه لقوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) .. (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) .. (إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ). ولقد وصى ابراهيم بنيه بكلمة التوحيد ليعملوا بها ، وإذا أشرك واحد منهم أو حاول يذكّر بوصية أبيه ، ويقال له : انك خالفت ما وصى به ابراهيم.