الشر والضلال ، ومآلهم إلى الضياع والوبال (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) ينصرهم دنيا وآخرة.
٢٠ ـ (هذا) القرآن (بَصائِرُ لِلنَّاسِ) الطيبين يبصرون به ويهتدون إلى كل خير ، ويخصهم الله بفضله ورحمته.
٢١ ـ (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) عملوها وكسبوها (أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) المراد بالمحيا الدنيا ، وبالممات الآخرة ، وما من شك أن متاع الحياة الدنيا مباح لكل طالب وراغب مسيئا كان أم محسنا ، أما نعيم الآخرة فهو وقف على من أخلص في إيمانه ومقاصده ، وأحسن في أقواله ، وأصلح في أعماله حيث لا يستقيم في عدله تعالى أن يستوي مصير الطيب والخبيث والمحسن والمسيء.
٢٢ ـ (وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) وأيضا يجزي المحسن والمسيء بالحق والعدل ، ويأخذه بعمله.
٢٣ ـ (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) دينه دنياه ، وترفه عقله وهداه ، وتقدم في الآية ٤٣ من الفرقان (وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ) أمره سبحانه ونهاه ، فعصى وتمرد ، فتخلى عنه بعد أن علم إصراره على العمى والضلال ، وعبّر سبحانه عن هذا التخلي والخذلان بالإضلال والختم على السمع والقلب والبصر ، وسبق أكثر من مرة أن الله يشرع الأحكام ، ويترك التنفيذ لإرادة الإنسان حرصا على حريته.
٢٤ ـ (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا ...) إلا أيام تنطوي وتمضي ، وما فات من العمر لا ترجى رجعته (وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ) هم يعلمون أن من مات فقد فاتته الحياة الدنيا ، أما حديثهم عن الآخرة وإنكارهم لها فرجم بالغيب ـ.
٢٥ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا) الدالة على إمكان البعث (قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا) الأموات ، وهذا شرود عن البعث ، لأنه في الآخرة ، وهم يطلبونه في الدنيا ، وتقدم في الآية ٣٦ من الدخان.
___________________________________
الإعراب : (أَمْ حَسِبَ) «أم» للإضراب أي بل أحسب. والمصدر من أن نجعلهم ساد مسد مفعولي حسب. و (سَواءً) مفعول ثان ل (نَجْعَلَهُمْ). و (مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) فاعل سواء لأنه بمعنى مستو. وما يحكمون «ما» مصدرية والمصدر المنسبك فاعل ساء. وعلى علم حال. وان هم «ان» نافية. والمصدر من ان قالوا خبر كان.