٣٠ ـ و (قالُوا) لهم من جملة ما قالوا : (يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ) التوراة يصدّق كل ما جاء به الأنبياء الأولون ، ويرشد إلى الحق والخير.
٣١ ـ (يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ) ترشدون وتؤجرون ، ولا يبقى عليكم من ذنب.
٣٢ ـ (وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ) ولا في السماء ، أبدا لا يفوته من طلب ، ولا يعجزه من هرب (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أولئك إشارة إلى الذين لم يستجيبوا لله ، وانهم ناكبون عن سواء السبيل.
٣٣ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) لم يعي ، لم يعجز ، والمعنى لا أحد يشك في وجود الكون أللهم إلا من يشك في أنه يشك ، ومثله تماما من يشك في إحياء الموتى ، لأن من خلق الكون بقدرته قادر على أن يخلق الحياة فيمن مات ، وتقدم مرات.
٣٤ ـ (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ) أي يعذبون فيها ، فيقال توبيخا : (أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِ) متحقق وثابت بالفعل (قالُوا بَلى وَرَبِّنا) أنكروا حيث يضربهم الإنكار ، وأقروا حيث لا ينفعهم الإقرار ، والعاقل لا يجزم سلبا ولا إيجابا إلا على أساس ، وتقدم في الآية ٣٠ من الأنعام وغيرها.
٣٥ ـ (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) المعروف أن أولى العزم من الأنبياء خمسة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد. عليهم أفضل الصلوات ، وأطلق عليهم هذا الوصف. لأن لكل واحد منهم شريعة ، يستمر العمل بها إلى الشريعة اللاحقة. فتنسخ هذه السابقة حتى جاء النبي الذي لا نبي بعده ولا شريعة إلا شريعته التي لا انفصام لعروتها. ولا انقطاع لمدتها (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) العذاب يا محمد للذين كذبوا برسالتك (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ) نهايتهم إلى العذاب لا محالة ، وإن طال الزمن حتى إذا رأوه
___________________________________
الإعراب : (يَغْفِرْ) مجزوم بجواب الأمر ، وهو آمنوا. (وَيُجِرْكُمْ) عطف على يغفر. ومن لا يجب «من» اسم شرط ولا يجب فعل الشرط ، وجوابه فليس بمعجزة والباء زائدة إعرابا ومعجز خبر ليس ، واسمها ضمير مستتر يعود الى من. (بِقادِرٍ) الباء زائدة إعرابا وقادر خبر إن الله الخ. (وَرَبِّنا) الواو للقسم. و (بَلاغٌ) خبر لمبتدأ محذوف أي هو بلاغ أو الذي وعظتم به بلاغ.