٤٣ ـ ٤٦ ـ (وَفِي عادٍ) قوم هود (الرِّيحَ الْعَقِيمَ) لا شيء فيها إلا العذاب ، لا تمر بشيء (إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) هباء ويبابا (وَفِي ثَمُودَ) قوم صالح ، وتقدمت هود وصالح ونوح مرارا وتكرارا.
٤٧ ـ (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) نلخص هنا ما قاله أحمد أمين العراقي حول هذه الآية في كتاب التكامل في الإسلام : حاول آنيشتين أن يحسب وزن العالم بكامله ، ثم عدل لما تبين له أن الكون لا حد له ولا نهاية حيث دلت البحوث العلمية الدقيقة أن المجرات يبعد بعضها عن بعض ملايين السنين الضوئية ، وكذلك الأنظمة الشمسية ، وأن هذا البعد يزداد ويستمر يوما بعد يوم ، مما يكشف عن أن الفضاء الرحب يتسع آنا بعد آن ، وقد نزلت هذه الآية حيث لا علم يومئ إلى هذه الحقيقة من قريب أو بعيد.
٤٨ ـ (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها) بسطها سبحانه لمخلوقاته من أجل العيش والحياة لا للأسلحة الجهنمية والمشكلات.
٤٩ ـ (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) ذكرا وأنثى في الإنسان والحيوان والنبات وفي مجلة عالم الفكر الكويتية العدد الثالث من المجلد الأول ص ١١٤ : «مما يستوقف الذهن إشارة القرآن أن أصل الكائنات جميعا تتكون من زوجين اثنين ... وقد اكتشف العلم الحديث وحدة التركيب الذري للكائنات على اختلافها وأن الذرة الواحدة تتكون من إلكترون أو بروتون. أي من زوجين اثنين (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) بأن الخالق قادر عليم ومدبر حكيم.
٥٠ ـ (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) بكف الأذى عن عباده وعياله (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ) لكل من أساء إلى الآخرين ، قال نبي الرحمة (ص) : شر الناس عند الله الذين يتقي الناس شرهم ... أعجل الشر عقوبة البغي.
٥١ ـ (وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) ومن الكفر والشرك بالله أن يزيف المرء ويحرف حكما من أحكام الله ، فيحلل حرامه أو يحرم حلاله.
٥٢ ـ (كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) كما قال لك يا محمد المشركون : إنك ساحر أو مجنون أيضا قال الأولون من أمثال هؤلاء لرسلهم : أنتم سحرة ومجانين.
٥٣ ـ (أَتَواصَوْا بِهِ) هذا التشابه بين أهل العصور السابقة واللاحقة ، في موقفهم ضد الدعاة الهداة؟ هل أوصى الجيل الأول للثاني أن يخلفه في معاندة الحق وأهله.
___________________________________
الإعراب : وفي عاد وفي ثمود مثل وفي موسى. و (قَوْمَ نُوحٍ) بالنصب على تقدير وأهلكنا قوم نوح. (وَالسَّماءَ) مفعول لفعل مقدر أي بنينا السماء بنيناها. (وَالْأَرْضَ) أيضا مفعول لفعل مقدر أي فرشنا الأرض فرشناها. (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) المخصوص بالمدح محذوف أي نحن. و (كَذلِكَ) خبر لمبتدأ مقدر أي الأمر كذلك. أتوصوا الهمزة للإنكار.