(كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) أي كالحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الماشية ، ويدخره لها حتى يأتي الشتاء.
٣٣ ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ) تماما كما كذبت قوم نوح وعاد وثمود (بِالنُّذُرِ) جمع نذير.
٣٤ ـ ٣٥ ـ (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) رماهم سبحانه بالحصباء مضافة إلى الخسف.
٣٦ ـ (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا) خوّفهم لوط من عذاب الله فقهقهوا ساخرين ، وشكوا وجادلوا مهددين.
٣٧ ـ (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ) قالوا له : أعطنا أضيافك نفجر بهم ونفحش! هذا هو الإنسان إذا تحرر من قيود الدين والإنسانية ، لا يلتذ بشيء إلا بالجرائم والرذائل (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) أعمى الله أبصارهم عن الأضياف.
٣٨ ـ ٤٠ ـ (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) أتاهم العذاب صباحا ، واستمر حتى أفناهم عن آخرهم.
٤١ ـ ٤٢ ـ (وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) أيضا كذبوا ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ، أما السر لهذا التكذيب وتتابعه فهو أن الأنبياء يدعون الناس بطريق العقل ، والإنسان يقاد ببطنه لا بعقله إلا من يسعى وراء الحق ومعرفته ليعمل به لوجه الحق ، وقليل ما هم.
٤٣ ـ (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ) الخطاب للذين كذبوا محمدا (ص) وأولئكم إشارة إلى قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الهالكين الذين سبقت إليهم الإشارة ، والمعنى لستم خيرا ممن هلك ، فالذي انتقم منهم أيضا ينتقم منكم (أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ) أي الكتب ، والمعنى هل أنزل سبحانه في كتاب من كتبه أن لا ينالكم بعذابه ونكاله؟
٤٤ ـ (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ) أم تدعون أنكم جمع لا يقهر؟
٤٥ ـ (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) لا محالة ، وهذه الآية من آيات الإخبار بالغيب ، لأنها نزلت يوم كان المسلمون ضعافا وقلة ، والمشركون في كثرة وقوة ، وما مضت الأيام حتى ظهر الإسلام على الدين كله ، وهزم الشرك وأعوانه.
٤٦ ـ ٤٨ ـ (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ) هذا عذابهم في الدنيا ، أما عذاب الآخرة فلا يعادله شيء.
___________________________________
الإعراب : أم لكم «أم» منقطعة أي بل ألكم. و (فِي الزُّبُرِ) متعلق بمحذوف صفة لبراءة أي براءة مكتوبة في الزبر.