والقمر بالنور ، لأن السراج مصدر النور ، ونور القمر مستمد من الشمس وتقدم في الآية ٥ من يونس.
١٧ ـ (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) كلنا من آدم وآدم من تراب.
١٨ ـ (ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً) هذا هو ابن آدم : منها وعليها كضيف مؤقت وإليها في زنزانة مظلمة طولها خمسة أشبار ، وعرضها شبران ونصف الشبر وتقدم في الآية ٥٥ من طه.
١٩ ـ ٢٠ ـ (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً) جمع فج وهو الانفراج والسعة ، والسبل : الطرق ، وتقدم في الآية ٣١ من الأنبياء.
٢١ ـ (قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي) استيأس نوح من قومه فالتجأ إلى خالقه (وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً) يريد الفئة المتسلطة التي تتحكم في كل شيء ولا ترى لغيرها حقا في شيء.
٢٢ ـ (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً) لأنهم صدوا المستضعفين عن الإستجابة لدعوة نوح ، وبالغوا في إيذائه وإيذاء من آمن برسالته ٢٣ ـ (وَقالُوا) أي قال المترفون الطغاة للمستضعفين : (لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) أسماء أصنام كانوا يعبدونها ، قال جماعة من المفسرين : إن هذه الأصنام ظلت تعبد في الجاهلية إلى عهد الرسول الأعظم (ص) ٢٤ ـ (وَقَدْ أَضَلُّوا) قادة الفساد (كَثِيراً) من العباد (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً) إلا عذابا شديدا.
٢٥ ـ (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا) أغرقهم الطوفان بسبب آثامهم وطغيانهم (فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصاراً) لا معين ولا مغيث يجيرهم من عذاب الله.
٢٦ ـ (وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) وهو من يسكن الدار ، ودعوة نوح هذه تناولت ولد ، لصلبه الذي كفر بخالقه واعتزل عن والده.
٢٧ ـ (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) قال هذا لخبرته بهم وطول مكثه بين أظهرهم ، وروي أن الرجل من قوم نوح كان ينطلق بابنه إليه ويقول له : احذر هذا الكذاب ، إن أبي أوصاني بمثل هذه الوصية.
٢٨ ـ (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ) ولجميع المؤمنين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.
___________________________________
الإعراب : (ما لَكُمْ) مبتدأ وخبر. و (وَقاراً) مفعول لا ترجون أي لا تخافون عظمة الله. و (أَطْواراً) مفعول خلقكم. و (طِباقاً) صفة لسماوات أي مطابقة. و (نَباتاً) مفعول مطلق بمعنى إنباتا. و (سُبُلاً) مفعول تسلكوا ، و (فِجاجاً) صفة. (كَثِيراً) أي خلقا كثيرا. و (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) «ما» زائدة أي من خطيئاتهم. و (مُؤْمِناً) حال من فاعل دخل.