أو ما أشبه (فَزادُوهُمْ رَهَقاً) حيث كان الدجالون يطلبون من البسطاء أجرا يعجزون عن مثله.
٧ ـ (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً) ظن الجن ـ قبل رسالة محمد ـ أنه لا نشر ولا حشر. تماما كما ظن الإنس ، وتقدم في الآية ٢٩ من الأحقاف.
٨ ـ (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً) هذا اعتراف صريح من الجن بالعجز عن استراق السمع من السماء ، وتقدم في الآية ١٨ من الحجر وغيرها.
٩ ـ (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً) تدل الآية بظاهرها أن الجن كانوا يصعدون إلى السماء لاستراق السمع ، ثم منعوا من ذلك ، ومن يحاول الآن أن يستمع يرجم بشهاب من نار.
١٠ ـ (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ ...) هذا من كلام الجن ، ومعناه كيف يظن الحمقى من الإنس أن عندنا علم الغيب وما يحدث لهم في المستقبل من خير وشر ، ونحن نجهل ما يحدث لأنفسنا؟
١١ ـ (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) يحكي الجن عن أنفسهم أن منهم الصالح والطالح ، وأنهم متفرقون طوائف ومذاهب تماما كالإنس.
١٢ ـ (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ) لما سمع الجن القرآن آمنوا بأن الله سبحانه لا يعجزه من طلب ، ولا يفوته من هرب.
١٣ ـ (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ) آمنوا بالقرآن بمجرد سماعه ، لأنه يحمل في صلبه الدليل القاطع على صدقه (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً) نقصا (وَلا رَهَقاً) ظلما لأنه تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.
١٤ ـ (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ) جمع القاسط وهو المنحرف عن الحق ، أما المقسط فهو العادل ، والآية السابقة رقم ١١ قسمت الجن إلى صالح وما دونه بالنظر إلى ما قبل الإسلام ، والآية التي نحن بصددها قسمتهم إلى مسلم وقاسط بالنظر إلى ما بعد إسلام من أسلم من الجن.
١٥ ـ (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ) وهم الذين رفضوا الإسلام فمأواهم جهنم وبئس المهاد.
١٦ ـ (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) كثيرا ، والمراد به هنا الرخاء لأن الماء أصل الحياة ، والمعنى لو أن الخلق عملوا بشريعة العدل والحق لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم كما في الآية ٦٦ من المائدة.
___________________________________
الإعراب : (حَرَساً) تمييز. و (مَقاعِدَ) اسم مكان مفعول فيه. (أَشَرٌّ) مبتدأ وجملة أريد خبر.