وأن كل شيء في قبضته (فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) من سأله أعطاه ، ومن توكل عليه كفاه.
١٠ ـ (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ...) اكظم غيظك يا محمد من سفهاء قومك بلا عتاب وسؤال وجواب ، ودع أمرهم إلى الله.
١١ ـ (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ) ما لك ولمن أطغاه الغنى ، وتنمر للمساكين؟ انتظر قليلا وترى مآبه ومصابه.
١٢ ـ (إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً) والأنكال هي القيود التي لا تنفك إطلاقا.
١٣ ـ (وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ) يعترض في الحلق ويسده لا يدخل ولا يخرج.
١٤ ـ (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً) تهتز الأرض يوم القيامة وتتزلزل ، فتتفتت الجبال وتتحول كثيبا أي تلّا من الرمال مهيلا : أي تهيله الرياح وتنشره ، وتقدم مرات.
١٥ ـ ١٦ ـ (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ) الخطاب للمكذبين أولي النعمة المذكورين قبل قليل ، والرسول محمد (ص) يشهد عليهم أنه قد بلّغ وكرّر وبشّر وأنذر (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً ...) إن حال محمد (ص) مع المكذبين المترفين تماما كحال موسى مع فرعون وقومه ، وقد انتقم سبحانه من هؤلاء شر انتقام ، والمكذبون بنبوة محمد (ص) أولى بالهلاك والانتقام ، لأن محمدا أجلّ من موسى وأعظم.
١٧ ـ ١٨ ـ (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ) أي أصررتم على الكفر حتى الموت (يَوْماً) مفعول تتقون (يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) وذكر منفطرا لأن المراد بالسماء هنا السقف أو العلو (كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً) أي وعد هذا اليوم واقع لا محالة ، وخلاصة المعنى : بأية وسيلة أيها الطغاة تنجون من العذاب الأكبر في يوم تشيب الأطفال من أهواله ، وتنفطر السماء من أثقاله؟
١٩ ـ (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ) إشارة إلى ما سبق من آيات الإنذار ، وتذكرة : عبرة وعظة (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) لقد أوضح سبحانه السبيل إلى ثوابه ومرضاته وما ترك عذرا لمتعلل.
٢٠ ـ (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى ...) في أول السورة أمر سبحانه النبي والصحابة أن يعبدوه في الليل على البيان السابق ، فاستجابوا وكانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، ثم أنزل سبحانه الترخيص بالتخفيف في هذه الآية ، ومعناها أن الله سبحانه علم من نبيه والذين أحسنوا الصحبة أنهم كانوا يقومون في الليل قياما مختلفا ، فمرة يصلون أكثر من نصف الليل وأقل من ثلثيه ، ومرة نصفه ، وحينا ثلثه ، لأنهم يعجزون عن ضبط الوقت ، والله هو الذي يعلم البداية والنهاية لكل من الليل والنهار وأجزاءه الأولى والأخيرة والوسطى في كل الفصول ، لذلك خفف عن النبي والصحابة وأمرهم أن