٢٤ ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ) عابسة كالحة.
٢٥ ـ (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) داهية تكسر عظام الظهر ٢٦ ـ ٢٨ ـ (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ راقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) التراقي : جمع ترقوة ، وهي عظم في أعلى الصدر والراقي : الشافي يعالج المريض بالرقية أو بالدواء ، وهذه الآيات تصف حال المحتضر بأن روحه إذا بلغت الحلقوم ماج أهله في حيرة وقالوا : هل من راق يرقيه أو طبيب يداويه؟ وهو على يقين بأن الموت ملاقيه ... وكلنا على ميعاد مع غمرات الموت وسكراته ، ونحن عنها وعن الآخرة في غفلة التنافس والتحاسد.
٢٩ ـ (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) تعبير عن الكرب بفراق الحياة إلى اللحد ، والتقاء الشدة بالشدة.
٣٠ ـ (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) هو المرجع والمآب وله نقاش الحساب ، فأين الزاد والعدة؟ أبدا ... وهل من جدوى لصيام وصلاة معهما حسد واغتياب ، وكذب وطمع ، وسعي للشهرة بالادعاء والرياء؟.
٣١ ـ ٣٣ ـ (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) يتبختر في مشيته في كبرياء ، وقيل : نزلت هذه الآية في أبي جهل ، وأيا كان سبب النزول فهذي هي صفات أبي جهل طبق الأصل ، فقد كذب بالحق وتولى عن دعوته ، وما سجد لله أمد حياته ، وكان يشمخ ويبذخ.
٣٤ ـ ٣٥ ـ (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) كلمة تهديد ووعيد ، ومعناها الويل لك وأجدر بك ، والتكرار لمجرد التوكيد.
٣٦ ـ (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) ولا يجني ثمرات عمله وعواقب سعيه ، وإذا لم يكن الإنسان مسؤولا عن شيء فعلام الحق والعدل والحرية والشرائع والأنظمة؟ إن المسئولية هي التي توجد القانون ، وليس القانون هو الذي يوجدها ، وكل الحدود والقيود السماوية والوضعية شرعت للحرص على حقوق الإنسان وصيانتها ، ولا إنسانية بلا مسؤولية.
٣٧ ـ ٣٨ ـ (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ...) هذا الذي يقول : انه غير مسؤول أمام الله ، لم يكن شيئا مذكورا ، فخلقه سبحانه من نطفة ثم من علقة ، وتحول من حال إلى حال حتى أصبح إنسانا سويا ذا عقل وقوة وإرادة ، وبالعقل يميز وبالقدرة يفعل وبالإرادة يختار ، وبهذا يصبح مسؤولا عن أعماله شاء أم أبى.
٣٩ ـ (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) الذكر غير الأنثى بلا شك ومع هذا هما شيء واحد طبيعة وخصالا ، فمن قدر على ذلك يقدر على إحياء الموتى.
٤٠ ـ (أَلَيْسَ ذلِكَ) الذي خلق من النطفة إنسانا عجيبا وجعله ذكرا وأنثى (بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) بلى إنه على كل شيء قدير ، وسوف نحشر إليه صاغرين.