٢٣ ـ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ) ـ يا محمد ـ (الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) وهو الحق لا ريب فيه ، وقد وعدناك بالنصر ، شريطة أن تصبر على أذى المعاندين وصدهم عن سبيل الله (١).
٢٤ ـ (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) فيما يحاولونه منك ، ويساومونك عليه ، والمراد بالآثم كل من اكتسب إثما ، وبالكفور كل جاحد.
٢٥ ـ (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) صباحا ومساء.
٢٦ ـ (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ) صلّ لله في جزء من الليل (وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) تهجد لله في الليل أمدا غير قصير ، والأمر هنا للاستحباب لقوله تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) ٧٩ / الاسراء» ٢٧ ـ (إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً) هؤلاء اشارة الى المشركين والى كل من أحب الدنيا وتولاها ، وابغض الآخرة وعاداها ، ووصف سبحانه يوم القيامة بالثقل لأنه يوم عسير على الكافرين غير يسير.
٢٨ ـ (نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) الله هو الذي أوجدهم من العدم ، وصورهم فأحسن صورهم ، فكيف أنكروه وعصوا أمره ونهيه؟ (وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً) هذا تهديد ووعيد للمكذبين بأن الله قادر على أن يهلكهم ، ويستخلف مكانهم قوما آخرين أفضل وأكمل.
٢٩ ـ ٣٠ ـ (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ) هذه اشارة الى السورة التي نحن بصددها (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) انظر تفسير الآية ٥٦ من سورة المدثر.
٣١ ـ (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ) المراد بالرحمة هنا الجنّة ، وقد اقتضت حكمته تعالى ومشيته ان لا يدخل الجنة أحدا الّا بالجد والعمل (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) للمتقين رحمة الله وجنته وللمجرمين غضبه وعذابه.
___________________________________
اللغة يذرون وراءهم : اي يطرحونه خلف أظهرهم ولا يكترثون به والمراد بأسر هنا : الخلق (١) تفسير الآيات (٢٣ ـ ٣١) غير موجود في الطبعة السابقة وقد أخذنا تفسيرها بايجاز من تفسير الكاشف للمؤلف نفسه ..