له (وَأَسِيراً) المراد به كل ذي كبد حراء انسدت عليه المذاهب والمسالك.
٩ ـ ١٠ ـ (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ ...) رغبة في ثوابه وخوفا من عقابه ، ولا نريد مكافأة من غيره ، والقمطرير : الشديد المظلم ، وفي العديد من كتب التفسير وغيره أن سورة هل أتى نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين (ع) وأنهم الذين وفوا بالنذر وأطعموا الطعام على شدة الحاجة إليه ، المسكين واليتيم والأسير. أنظر تفسير الرازي لهذه السورة. وأسد الغابة لابن الأثير ج ٥ ص ٥٣٠ طبعة سنة ١٢٨٥ ه وفضائل الخمسة من الصحاح الستة للفيروزآبادي ج ١ ص ٢٥٤. وعليه فأهل البيت (ع) هم المقصودون بالآيات السابقة واللاحقة إلى آخر الآية ٢٢ (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً).
١١ ـ (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) بهجة في القلوب وبهاء في الوجوه ، خافوا شر يوم المحشر فاتقوه بطاعة الله ، فبدلهم من بعد الخوف أمنا.
١٢ ـ (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا) على الجوع ليشبع غيرهم ، فكان أجرهم عند الله النعيم والتعظيم.
١٣ ـ ٢٢ ـ (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ) جمع أريكة وهي السرير ، والزمهرير : البرد الشديد ، والأكواب : الأقداح ، والقوارير : أوان من زجاج ، والزنجبيل : عروق نبات يشبه القصب كما في تفسير جزء تبارك للشيخ المغربي والسلسبيل : سهل المساغ والانحدار في الحلق ، والسندس : الحرير الرقيق ، والإستبرق : الحرير الغليظ. واكتفينا بتفسير المفردات الغامضة لوضوح الآيات ، ولأنها تقدمت موزعة في الآية ١٩ من الإسراء و ٣١ من الكهف و ٢٣ من الحاقة وأيضا لنفسح المجال للأهم وهو السؤال والجواب كما هو دأبنا في هذه الصفحات الضيقة.
___________________________________
الإعراب : (يَوْماً) مفعول به على حذف مضاف أي عذاب يوم. و (عَلى حُبِّهِ) متعلق بمحذوف حالا من فاعل يطمعون أي كائنين على حبه. و (نَضْرَةً) مفعول ثان للقّاهم لأن المعنى أعطاهم. و (مُتَّكِئِينَ) حال من مفعول جزاهم. و (دانِيَةً) عطف على (مُتَّكِئِينَ). و (ظِلالُها) فاعل دانية. (قَوارِيرَا) الأولى بالتنوين مع انها لا تنصرف لأنها رأس آية لتتناسب مع (تَذْلِيلاً) و (تَقْدِيراً). و (قَوارِيرَ) الثانية بدل من الأولى. و (عَيْناً) بدل من زنجبيل. ثم ظرف بمعنى هناك وفي تفسير البيضاوي وغيره ان عاليهم حال من الضمير في «عليهم» و (ثِيابُ) فاعل عاليهم لأن المعنى تعلوهم ثياب سندس.