٢٦ ـ (جَزاءً وِفاقاً) عذابا يوافق العمل ، وبعض الحاكمين في القرن العشرين يجازون على الحسنة بعقوبة السيئة ٢٧ ـ ٢٨ ـ (إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً) كيف يؤمنون بالحساب والجزاء ، وقد أنكروا أصله وأساسه وهو الخير والحق؟ وهل يبقى الفرع بعد ذهاب أصله؟ وكل من أنكر اليوم الآخر أعماله كسراب بقيعة حتى ولو آمن بالله ٢٩ ـ (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) مفعول مطلق ، لأن الكتاب هنا بمعنى الكتابة ، ومعنى أحصينا كتبنا ، وهذه الآية ترادف الآية ٤٩ من الكهف : (ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها).
٣٠ ـ (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً) كنتم في الدنيا تزدادون عتوا يوما بعد يوم ، ولا تخافون سوء الحساب ، ولكم اليوم مثل ما كنتم ما تفعلون.
٣١ ـ (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) ذاك خبر الأشقياء في الآخرة ، وهذا خبر السعداء الذين فازوا بالجنة ، وبها أنشأ سبحانه لهم.
٣٢ ـ (حَدائِقَ وَأَعْناباً) بساتين من كل الثمرات ، وخصّ الأعناب بالذكر لشأنها عند المخاطبين.
٣٣ ـ (وَكَواعِبَ أَتْراباً) آنسات في سن واحدة ، لم تتدل أثداؤهن ، مهذبات غير مائعات ، ومصونات غير متبرجات.
٣٤ ـ (وَكَأْساً دِهاقاً) طافحة بما لذّ وطاب.
٣٥ ـ (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً) كل كلام لا طائل فيه فهو لغو ، أما الكذب فرذيلة ومهانه.
٣٦ ـ (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) أي أعطى سبحانه الطيبين المتقين حتى قالوا بلسان المقال أو الحال : حسبنا أي يكفينا ٣٧ ـ (رَبِّ السَّماواتِ ...) خالق الكون بكل ما فيه ومن فيه (الرَّحْمنُ) الذي يملك كل شيء ، ولا أحد يملك معه شيئا حتى السؤال ، : لما ذا فعل أو ترك؟
٣٨ ـ (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ) جبريل (وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ...) تقف الملائكة يوم القيامة صفا واحدا ، فيملؤون النفوس والأجواء هيبة ورهبة ، وهم على قربهم من الله وطاعتهم له لا يتحركون ولا ينطقون إلا بإذنه ، وهو سبحانه لا يأذن بالكلام لمخلوق إلا من كانت حياته صدقا وصوابا وحقا وعدلا ، ولما ذا؟ لأن يوم القيامة هو.
٣٩ ـ (ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ) الوصول والحصول على مرضاة الله وثوابه (اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً) أي عمل صالحا ينتهي به ويؤوب إلى الله ومرضاته وفضله وجناته.
٤٠ ـ (إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً) وهو يوم القيامة ، ونعته تعالى بالقريب لأنه واقع لا محالة ، هذا إلى أن من مات فقد قامت قيامته (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ) فإن كان خيرا نظر إليه ضاحكا مستبشرا ، وإن يك شرا نظر إليه باكيا متحسرا ، والعاقل ينتهز الفرصة ما دام فيه الروح (وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) وهكذا كل من سوف وضيّع تذهب نفسه مع الحسرات والعبرات.