٢٤ ـ (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) تدل سمتهم على السرور والسعة والراحة والدعة ، وتقدم في الآية ٣٨ من عبس.
٢٥ ـ (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ) الرحيق : خمر الجنة لا تذهب بالعقل وتفسده ، وقد ختمت أوانيها بالمسك كما قال سبحانه :
٢٦ ـ (خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) إلى مرضاة الله وجناته يتسابق أهل القرآن والمنتمون إلى الإسلام لا إلى التصفيق والهتاف والجلوس في الصدر وتقبيل الأيدي ونهب أموال الفقراء والمساكين ليتركوها للأبناء والأصهار.
٢٧ ـ (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) قد مزج الرحيق بشراب يقال له تسنيم ، وسمي بذلك لأنه يتدفق من علو.
٢٨ ـ (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) عينا مفعول لفعل محذوف أي أعني عينا ، والمعنى أن التسنيم ليس عصيرا من فاكهة أو ما أضيف إليه شيء آخر ، بل هو من عين طبيعية.
٢٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) المراد بالمجرمين أعداء النبي (ص) والإسلام ومن صفاتهم الجهل والكفر والتعصب والغرور ، والمراد بالمؤمنين الصحابة ، ومن صفاتهم العلم والإيمان والتواضع والإخلاص ، وإذن فلا بدع أن يسخر أولئك من هؤلاء.
٣٠ ـ (وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) عليهم استخفافا وتهكما.
٣١ ـ ٣٢ ـ (وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ...) قال الرازي في تفسير هذه الآية مر الإمام عليّ (ع) ونفر من المسلمين بجماعة من المنافقين ، فضحكوا وتغامزوا ، ثم رجعوا إلى أصحابهم وقالوا : رأينا الأصلع فضحكوا منه ، فنزلت هذه الآية قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله (ص).
٣٣ ـ (وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ) شقي يسخر من تقي.؟ وفي نهج البلاغة : حاسب نفسك لنفسك ، فإن غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك ٣٤ ـ ٣٥ ـ (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) وهكذا الجاهل السافل يفرح بالقبيح من فعله ، وهو لا يشعر أنه يطعن نفسه بنفسه.
٣٦ ـ (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) هل عاقب سبحانه المجرمين بأعمالهم؟ أجل ، ما في ذلك ريب ، حيث لا يستقيم مع عدله أن يستوي المحسن والمسيء والمجرم والبريء.
___________________________________
الإعراب : ما أدراك «ما» مبتدأ وأدراك فعل ماض والجملة خبر. (ما عِلِّيُّونَ) مبتدأ وخبر. (كِتابٌ) خبر لمبتدأ محذوف أي هو كتاب. (عَيْناً) مفعول لفعل مقدر أي أعني عينا. (فَكِهِينَ) حال ، ومثله حافظين.