١٨ ـ (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) لما ذكر سبحانه حال الفجار المستغلين المعتدين أشار إلى الأبرار المتقين وهم الذين لا يسيئون إلى مخلوق ، ولا يعصون الله في شيء ، والمراد بالكتاب هنا كتاب الأعمال.
١٩ ـ (وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ) تفخيم وتعظيم لهذا العلو والسمو ، ويأتي تفسيره بعد لحظة.
٢٠ ـ (كِتابٌ مَرْقُومٌ) فيه علامات تدل على جليل الأفعال والصفات.
٢١ ـ (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) تقرأه ملائكة الرحمة ، والقصد من هذا الإخبار أن الجنة حق لا ريب فيه.
٢٢ ـ (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) هذا بيان وتفسير لعليين وأنه جنات النعيم ، ومنها :
٢٣ ـ (عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) الأرائك : الأسرّة ، وينظرون : تتمتع أبصارهم بأبهى المناظر وأجملها.
اشارة :
لا يظن الذين يأكلون أموال الناس بالباطل انهم غير مبعوثين ليوم عظيم يقف فيه الناس بين يدي الله للحساب والجزاء. قال الشيخ محمد عبده : لا فرق بين من أنكر اليوم الآخر وبين من تأوّل فيما يدفع عنه العقاب وينجيه من الحساب ، فإن التأويل لا يبتعد به عن منزلة المنكر ، بل هو معه في النار وبئس القرار (ان كتاب الفجار لفي سجين). كتاب هنا مصدر بمعنى الكتابة. واختلفوا في معنى سجين ، وأقرب الأقوال الى الافهام انه اسم للسجل الذي أثبت فيه أسماء الفجار وأعمالهم ، والى هذا ذهب صاحب مجمع البيان لأنه قال : «هو ظاهر التلاوة» ووافقه الشيخ محمد عبده وقيل : هو من السجن بمعنى الحبس (وما أدراك ما سجين). من الذي جعلك به داريا؟ فان علمه عند الله وحده (كتاب مرقوم) فيه علامات تدل على أعمال المسيئين.
___________________________________
الإعراب : ويل مبتدأ ، وللمطففين خبر. الذين صفة للمطففين. والمصدر من أنهم مبعوثون ساد مسد المفعولين ليظن. ويوم يقوم «يوم» منصوب بمبعوثين وما أدراك مبتدأ وخبر ، ومثله ما سجّين. وكتاب خبر لمبتدأ مقدر أي هو كتاب مرقوم. والذين يكذبون صفة للمكذبين. وأثيم صفة لمعتد. وأساطير خبر لمبتدأ مقدر أي هي أساطير.