أخبارنا يدل على انها واجبة وخلافها خطأ» (١)
هذا ولكن سيمر عليك ان شاء الله ان موارد وجوبها غير موارد جوازها ، وموارد رجحان تركها والإفصاح بالحق ، وليس جميع الروايات واردة على مورد واحد ولا تعارض بينها كما يظهر من عبارة شيخ الطائفة (قدسسره الشريف).
وبالجملة لا إشكال في دلالة الآية على جواز التقية إجمالا ، بل في الاية تصريح بنفس عنوان التقية فإن «التقية» و «التقاة» بمعنى ، بل قد عرفت قراءة التقية في نفس الآية من غير واحد من القراء.
ومنها قوله تعالى في سورة النحل : (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)(٢)
وقد ذكر المفسرون في شأن نزول الآية أمورا تتقارب معناها وان اختلف أشخاصها وأمكنتها.
وفي بعضها انها نزلت في «عمار» و «ياسر أبوه» و «امه سمية» و «صهيب» و «بلال» و «ضباب ، حيث أخذهم الكفار وعذبوهم واكرهوهم على كلمة الكفر والبراءة من الإسلام ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فلم يعطهم أبو عمار وامه فقتلا وكانا أول شهيدين في الإسلام وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه ، فأخبر سبحانه بذلك رسول الله فقال قوم كفر عمار ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ان عمارا مليء ايمانا من قرنه الى قدمه واختلط ـ
__________________
(١) التبيان ـ المجلد ٢ ص ٤٣٥.
(٢) النمل ـ ١٠٦.