بقي هنا أمور هامة يجب ذكرها
الأول ـ علة هذا التأكيد البليغ في أمر التقية
لا شك ان الناظر في هذه الاخبار يجد في أول نظره إليها تأكيدا بليغا في التقية قلما يوجد في أشباهها وقد يستوحش منها أو يوجب سوء الظن بها أو ببعضها ، كل ذلك جهلا بأسرارها ومواردها ومغزاها
ولكن التدبر فيها وفي الظروف التي صدرت لها ، وفي القرائن الموجودة في كثير منها يرشدنا الى سر هذه التأكيدات ويرفع النقاب عن وجهها ويفسرها تفسيرا تاما.
والظاهر ان هذا الاهتمام كان لأمرين مهمين.
أحدهما ـ ان كثيرا من عوام الشيعة ، أو بعض خواصها ، كانوا يقومون في وجه الحكومات والنظامات الفاسدة الأموية والعباسية بلا عدة وعدة ولا تخطيط صحيح ولا محجة واضحة ، فيلقون بأنفسهم إلى التهلكة كأنهم يرون إعلان عقيدة الحق ولو لم يكن نافعا واجبا ، وإخفائها ولو لم يجلب الا الوهن والضرر على المذهب ومقدساته حراما ، وان كان حافظا