(م) وهى وان كانت ظاهرة فى توبيخ ابان على رد الرواية الظنية التى سمعها فى العراق بمجرد استقلال عقله بخلافه او على تعجبه مما حكم به الامام عليهالسلام من جهة مخالفته لمقتضى القياس إلّا ان مرجع الكل الى التوبيخ على مراجعة العقل فى استنباط الاحكام فهو توبيخ على المقدمات المفضية الى مخالفة الواقع وقد اشرنا هنا وفى اول المسألة الى عدم جواز الخوض لاستكشاف الاحكام الدينية فى المطالب العقلية والاستعانة بها فى تحصيل مناط الحكم والانتقال منه اليه على طريق اللم لان انس الذهن بها يوجب عدم حصول الوثوق بما يصل اليه من الاحكام التوقيفية فقد يصير منشئا لطرح ـ
(ش) اقول انه قد علم فيما تقدم ان الركون إلى العقل فيما يتعلق بادراك مناطات الاحكام لينتقل منها إلى ادراك نفس الاحكام موجب للوقوع فى الخطاء كثيرا فى نفس الامر وان الاخبار الواردة فى المقام ايضا محمولة على ذلك اى على عدم جواز الخوض فى المطالب العقلية فى تحصيل مناط الحكم على طريق اللم خصوصا رواية ابان بن تغلب الدالة على هذا المعنى وان كانت ظاهرة فى ذم ابان على رد الرواية الظنية بمجرد استقلال عقله بخلافه او على تعجبه مما حكم به الامام عليهالسلام من جهة مخالفته لمقتضى القياس إلّا ان مرجع كلا الوجهين الى التوبيخ على مراجعة العقل فى استنباط الاحكام بحسب عقله المفضية إلى مخالفة الواقع وقد اشير هنا وفى اول المسألة الى انه لا يجوز الخوض فى المطالب العقلية لتحصيل المطالب الشرعية وللاستعانة بها فى تحصيل مناط الحكم والانتقال منه اليه على طريق اللم لان مأنوسية الذهن بالمطالب العقلية توجب عدم الوثاقة بما بصل اليه من الاحكام التوقيفية فحينئذ يصير الخوض فيها سببا لطرح الامارات النقلية الظنية لعدم حصول الظن له منها بالحكم والحاصل ان المستفاد من الرواية وقوله عليهالسلام اخذتني بالقياس والسنة اذا قيست محق الدين كونها دالة على ان مراد الامام عليهالسلام التوبيخ والذم على مراجعة العقل فى استنباط الاحكام علي طريق الاقيسة والآراء ولذا احتمل احتمالا قويا ان يكون مراد الامام عليهالسلام من قوله والسنة اذا قيست محق الدين ان الدين فى معرفة السنة النبوية هو الرجوع الى الامام عليهالسلام لكونها فى الغالب امورا توقيفية لا مجال ـ